لا يعملون ولا يتركون غيرهم يعمل.. هم الخفافيش أو طيور الظلام، أو كتيبة الإحباط، أياً كان اسمهم ومسماهم أو نعتهم، المهم أنهم اختصوا في نشر الإحباط العام والخاص، لأنهم أصيبوا بعاهة مستديمة جعلتهم غير قادرين على ابتلاع أي نجاح لأي كان، للدولة للمؤسسات، أو للإفراد سيان، كل شيء عندهم (فالصو - كذب - فبركات - حيلة ولعبة وتزييف وبهرج وزينة، وتغطية وهروب من مواجهة الواقع)، فلا يوجد إنجاز -مهما كان مهماً- إلا وسفهوه، ومهما تقدمت لهم الأيادي بالورود إلا ورأوا فوقها الشوك إكليلاً، فأصبحوا بذلك قاصرين عن تحقيق وجودهم إلاّ بوسيلة واحدة هي تحويلك أيضاً إلى قاصر مثلهم، لا ينازلونك في ساحة معركة الإنجاز والعطاء، بل يسدّدون الضربات «تحت الحزام».
إذا قلت لأحدهم: اتق الله في عملك، وحلل ما تصل عليه من راتب، رد عليك دون تردد وبكل وقاحة: الراتب الذي أحصل عليه هو «نصيبي من الثروة الوطنية»، وأي عمل يجب أن أحصل مقابله على راتب آخر.!
لا فائدة ترجى من نصحك لهم سواء قلت لهم لا تطردوا الذبابة عن وجهي بالمطرقة، أو أن الرجولة تقتضي اللعب بالمكشوف، أو إن الزوايا والمقاهي والمطاعم والمجالس، لم تنشأ لالتهام أجساد الناس وشرب دمائهم.. قل لهم ما تشاء وستجد لديهم الشجاعة الكافية والوقاحة الشافية ليؤنبوك ويوبخوك لأنك حمَّلتهم ما لا طاقة لهم به وما لا قدرة لهم عليه!!
قد تتعكر حالتهم الصحية، مع كل هدف خارج مرمى الإحباط.. ولا تحلو الدنيا في أعينهم إلا إذا صنعوا كل أنواع العصيّ غير الصالحة في أي عجلة دائرة.
ولا يعرف النوم إلى عيونهم سبيلا إلا إذا «طيّروا» النوم من عيونك.. وسائلهم في ذلك بسيطة، عريقة.. ينشرون وحدات من أعوانهم، يترصدون أحوالك في كل بقعة من الأرض، وينتقلون على جناح السرعة إلى غرفة العمليات: طاولة مربعة، أضيئت بضوء خافت يخفي إيقاع حبك الدسائس، أعدت لشرب ما طاب من دماء الكادحين والخارجين عن تصديقهم والسير في ركاب أكاذيبهم.
مطلوب من كلّ دب على وجه الأرض في أي مكان يرتعون فيه، أن يسارهم ويؤديهم ويصدق أكاذيبهم وأن يؤمن بخرافاتهم، حتى يدخل جنتهم الموعودة، ليس لديك حلول كثيرة إما أن تفكر داخل قفص تفكيرهم وتتحرك في إطار جدول الأكاذيب المصقولة والملفوفة في قراطيس التدجيل، وتكون طرفا فاعلا في تطوير طاحونة الطلاسم، وإما ان تتحمل تبعات تمرّدك عليهم ونقدك لهم ورفض لترهاتهم المكشوفة والمستورة على حد سواء، يتظاهرون بأنهم أسمى منك، وأن لديهم «منطقة حرة» لتنشيط التبادل الكارثي، يعتنقون شعار: «الشيطان في التفاصيل»، لامتلاكهم القدرة على تحويل أي مشهد إلى مقبرة، وأي حادث إلى شهادة وأي أي مخالفة إلى قضية، ولا يطمئنون ولا يفرحون إلا إذا غرّد البوم في المكان الذي يحلون به ويطيلون فيه المقام!!.
همس..
إن من يخرّب جهداً إنسانياً يبدي استعداده لتخريب وطن ويعلن عن طموحه لتحطيم عقلية ترفض التواطؤ معه لتدنيس أصحاب النوايا الصادقة وتشويه صورتهم وفرض حصار البذاءة والدناءة وقلة الحياء عليهم.