قبل الدخول في موضوع يصب في الشأن المحلي، فإني أتوجه بالشكر إلى جلالة الملك على مبادرة إقامة 500 كبينة لإخواننا السوريين في مخيم الزعتري، هذه مبادرة تستحق الشكر والثناء، فقد زرنا المخيم قبل أن يقسو عليهم الشتاء، ووجدنا أنهم في حال صعبة، وبعد أن هبط عليهم الثلج والمطر، توفي منهم مجموعة أفراد وأطفال جراء البرد.
فالشكر لله أولاً، ومن ثم إلى جلالة الملك على مبادراته الإنسانية التي تسجل باسم أهل البحرين جميعاً.
ليس بعيداً عن موضوع السكن، ولكن هذه المرة هنا في البحرين، وأيضاً مع مشروع أطلقه جلالة الملك في عام 2004 وهو من أفضل مشاريع التكافل الاجتماعي ويكاد يكون أفضل مشروع وطني تكافلي، لكن من قام على تنفيذ هذا المشروع في أكثر من جهة أصابنا بالإحباط، وخذلنا، حتى أصبح المشروع يقذف من وزارة إلى وزارة، وهو مشروع بناء البيوت الآيلة، والذي تحول إلى قروض إسكانية يسددها المنتفع.
الخبر الذي نشر بصحيفتنا الوطن أمس الأول حول مشروع البيوت الآيلة وقد تضمن إحصائية لمحافظة واحدة وهي المحافظة الوسطى، ويبين أن هناك 127 أسرة لا يتجاوز دخلها الشهري 50 ديناراً، لاحظوا الدخل الشهري «وهذا بحسب الخبر» تحتاج بيوتهم إلى إعادة بناء، والذين دخلهم الشهري بين 50 ديناراً و100 دينار وتحتاج بيوتهم لإعادة بناء يقدرون بـ 88 بيتاً، والذين دخلهم بين 100 دينار و200 دينار وتحتاج بيوتهم لإعادة بناء يقدرون بـ 204 والقائمة تطول، بينما يبلغ المجموع 1054 بيتاً.
قبل فترة صرح وزير الإسكان أن الوزارة ستتعامل مع ملف البيوت الآيلة على أساس قروض ترميم، وأنه يعد تقريراً مفصلاً لمجلس الوزراء.
ولا أعرف كيف تصبح مكرمة ملكية بينما هي قروض ترميم، وسيدفعها المنتفع مرة أخرى بفوائد؟
نقول اليوم وفي هذا التوقيت من بعد الأزمة الكبيرة، على الدولة أن تغلق هذا الملف بإحصاء الحالات وتقديم ما يلزم لإعادة بناء البيوت، كيف تعطون شخصاً قرض ترميم ودخله الشهري أقل من 50 ديناراً؟.. من أين سيسدد؟
جزء كبير من درء الأزمات السياسية الكبرى تقع في هذا الملف، فحين لا يسكن الإنسان بسكن محترم ونظيف فإن حياته كلها تنقلب إلى جحيم، الفرصة اليوم متاحة، هناك دعم خليجي، ومن غير الدعم الخليجي تستطيع الدولة أن تغلق هذا الملف، وأن تحاسب كل من تهاون فيه، أو تسبب بفساد في مشروع الآيلة، هكذا يجب التصرف، لا أن ينقل من وزارة إلى وزارة والناس ينتظرون أن تُبنى بيوتهم، ومن بعد ذلك يقال لهم لن نبني لكم، فقط سنعطيكم قروض، وتسددونها، وكأنك يا بوزيد ما غزيت..!
لاحظوا أننا نتحدث عن محافظة واحدة، وباعتقادي أن بيوت مدينة عيسى كلها تحتاج إلى مارشال، أو أغلبها، فقد أصبحت بيوتاً هرمة متهالكة.
معالجة ملفات تمس حياة ومعيشة الناس هي اليوم أكبر الأمور التي يجب أن تنجز، حتى لا تترك لمن يريد أن يصطاد في الماء العكر، ويستعرض بيوت الناس البسطاء، أغلقوا هذا الملف نرجو أن تكون الدولة صادقة في معالجة هذا الملف.
ثم كيف تصبح لدينا أسر في البحرين دخلها أقل من 50 أو 100 دينار؟
أليست هذه كارثة؟
من يستطيع اليوم أن يعيش بـ 100 دينار؟
هل هذا معقول؟
أين الوزارات؟ أين وزارة التنمية؟ التقرير الذين نشر في «الوطن» مخيف، وقد أصابني بالإحباط، مهماً كان هذا الإنسان، ومن أي ملة ودين، فإن هذا خطأ كبير يجب معالجته، لا تجعلوا هناك بؤر فقر وهلاك، فهذه أول إشارات الأزمات الكبيرة، من يهمه شأن هذا الوطن والحكم، عليه أن يغلق هذه الأبواب.
ناس يسكنون مطرد خيل، وناس بيوتهم تكاد تسقط عليهم، هذه ليست عدالة، وليست إنسانية، وليست دولة تكافل واحترام للإنسان، نرجوكم أغلقوا هذه الأبواب، وقدموا الدراسات والاحصاءات، حتى لا تقع كوارث في المستقبل عندها لن ينفع البكاء على اللبن المسكوب.
الذي لا يغلق هذه الملفات ولا يعالجها، هو الذي يمهد لخروج حركات ومسميات هنا وهناك، حين تستغل هذه الحركات هذا التفاوت الاجتماعي، والحالات التي تعيش في مستوى مدن، وتعزف ألحاناً نشازاً، حتى تطرب من يحتاج إلى طوق إنقاذ حتى من الشيطان.
رذاذ
مشروع المنتجات الزراعية البحرينية التي هي إحدى أفكار صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم حفظها الله، لماذا لا يقام في عدة محافظات، لماذا يتقوقع في محافظة واحدة، نقول لوزارة البلديات عليكم أن تقيموا هذا السوق في المحافظات، كل البحرين تريد منتجات زراعية بحرينية.
** وزير المالية في إجابته على سؤال النائب علي أحمد يقول إنه تم الانتهاء من جرد وإحصاء وتوثيق وتصنيف أملاك الدولة بالداخل والخارج..!
نحن في 2013 وللتو يصبح لدينا سجل متكامل ومصنف لأملاك الدولة.. أقولكم أحنا على الطريق الصحيح.. بس يبلنا وقت يعني حديدٍ سهل وبنوصل.. لا تحاتون الأمور طيبة..!!
** وزير العمل خرج يصرح لنا عن حكاية تأجير مقر سكن العمال، ويقول لنا القصة، يا أخي ما نبي حكاوي بعد الكارثة.. أنت وين قبل أن تقع الكارثة..؟
** تجمع الوحدة الوطنية يطالب بزيادة الرواتب 30%.. مشكورين يا جماعة.. شكر الله سعيكم.. كلامكم مسمار في لوح..!
** الأخ الكريم النائب بوقيس يسأل عن مجموع «رسوم الدولة» بصراحة سؤال جيد.
لكن عني أنا، ترى أقدر أعطيك إحصائية عن «الرسوم المتحركة» توم وجيري، عدنان ولينا، ببيرو، جزيرة الكنز.. عاد هذوله على أيامي.. ترى والله حلوين الرسوم المتحركة مال أول..!