السابع عشر من شهر ديسمبر من كل عام هو ذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم، وبهذه المناسبة الجليلة أرفع أسمى آيات التهاني وأجل التبريكات إلى جلالة الملك وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء البحرين وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى لقوة دفاع البحرين، وإلى شعب البحرين الوفي وإلى مملكة البحرين الصامدة الصابرة، حفظها الله وحماها ونصرها على كل من يعاديها.
نعم؛ اليوم عيد جلوس حمد الذي غير وجه البحرين منذ تولى سدة الحكم في السادس من شهر مارس من العام 1999، وفتح أبواب الحرية وأطلق الحريات وأعطى الشعب حقه في ممارسة حرياته وإبداء رأيه والمشاركة في القرارات من خلال مجلسه الوطني المتمثل في المجلس النيابي ومجلس الشورى وفتح أبواب الحوار، مما جعل البعض يعتقد أنه من حقه أن يفعل ما يشاء، دون اعتبار لحقوق الآخرين من المواطنين والمقيمين، وهذا تجنٍّ وتعدٍّ لا مثيل له.
أثبت الملك حمد للقاصي والداني أن الذهب لا يزداد لمعانه إلا عندما تصهره النار فيزيد بريقه، وأن الرجال الأشاوس لا تبرزهم إلا الشدائد، وهكذا كان حال ملك البحرين الذي ما إن اشتدت الشدائد وكادت البحرين يجرفها ما سمي بالربيع العربي، أو الدمار العربي، الذي دمر أكثر من ست دول عربية فبرزت حكمة بوسلمان في النهوض بمسؤولياته كملك وقائد، فتصدى لذلك التيار الجارف الذي كانت تحركه أيادٍ خفية شريرة لا تضمر إلا الشر لكافة الدول العربية. لكن بحكمة الملك وصاحب سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وسمو ولي العهد ورجال البحرين الأوفياء، استطاع أن يطيح بالمؤامرة الدنيئة وكشف الرؤوس الوقحة وإنقاذ البحرين مما كان يحاك لها، وأنقذها من ذلك المصير المدمر الذي دمر تونس وليبيا ومصر واليمن، ولا تزال آلته المدمرة تدك سوريا التي حولتها إلى دمار وخراب وتشريد، وطالت لبنان وسبق العراق الجميع في أكل العلقة الساخنة وسلمت لمن تخلو قلوبهم من الرحمة، تصوروا كم عدد العرب الذين قتلوا وكم عدد العرب الذين شردوا وأصبحوا بعد العز لاجئين مشردين، وبعد الفلل والقصور أصبحوا يسكنون في الخيام شأنهم شأن إخوانهم اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون الأمرين منذ أكثر 65 عاماً.
لكن حمد الحكيم جنب شعبه مثل ذلك الدمار والتشرد وحفظ أرض البحرين سليمة، وليت أولئك الذين يركبون رؤوسهم أن يعوا الدرس ويستشعروا وهج جحيمه وما يلفح أولئك الأطفال والنساء وكبار السن وهم يرون ديارهم تأكلها نيران الدمار العربي، نعم الحكيم حمد الذي عالج الأمور بصبر وأناة وحكمة حمى البحرين شعب البحرين، وها هي تزدهر يوماً بعد يوم، أطال الله عمرك يا أعز الرجال يا بوسلمان، وكلمة شكر وعرفان يا حامي الديار وكل عام وجلالتكم بخير.