وأنا أستمع، بشكل عرضي، لخطاب حسن نصرالله حول الطائرة بدون طيار التي لم يكف نصرالله عن التباهي بها والتعريف بها على أنها طائرة إيرانية تجميع لبناني، لا داعي أن أصف لكم شعوري بالاشمئزاز من هذه النوعية من الخطابات البالية التي تدل أن ليس عند هذا الحزب ما يقدمه بعد أن خسر الكثير وضاعفت الثورة السورية خسائره، لكن ما استوقفني حقاً كان شريط ذكرياتي الذي عاد بي إلى العام 1987 وتحديداً تاريخ 25/11 حيث قرر أربع شبان هم؛ السوري خالد آكر والتونسي ميلود ناجح بلومه وشابان فلسطينيان لم يُسمح بالكشف عن اسميهما لأسباب أمنية يكنى أحدهم بأبي ثائر والآخر بأبي الحسن، من القيام برحلة شراعية إلى لواء “غولاني” الإسرائيلي على متن طائرات شراعية مصنوعة من البطاطين والأخشاب، حيث نجحوا في اختراق خطوط العدو والاشتباك لمدة 90 دقيقة والعودة قبل أن تلاحقهم إسرائيل وتنتقم لشرفها العسكري الذي مرغه أربعة شباب حملوا بصدق إيماناً بالقضية المركزية للأمة العربية والإسلامية، وكانت هذه العملية المسماة بعملية “قبية” الشرارة الأولى التي انطلقت بعدها بأسبوعين الانتفاضة الأولى.
إن جرأة ساكن الضاحية الجنوبية على تزييف الحقائق وخلق البطولات الوهمية لا تجاريها مقدرة حتى الآن، لقد عشت مراحل الانتفاضة الفلسطينية، وأتذكر هذه المرحلة كما عاشها كثير من أبناء جيلي، ومازلنا أحياء نرزق لنرى اليوم من يطبل لطائرة بلا طيار صنعتها دولة (إيران) التي تفتخر كل يوم بأنها تمتلك أقوى التقنيات الحربية بطائرتها وصواريخها، والتي تجاوزت بأسمائها المتعددة (إبابيل وفجر وحسين.. الخ) عدد خطب نصر الله التي نافس بها عدد خطابات المرحوم القذافي، وتم تجميعها بأيدي حزب الله حسب ما ذكر نصرالله.
إذا كان أربعة من الشباب استطاعو تكبيد إسرائيل 35 قتيلاً وجريحاً من قوات نخبة المقاتلين؛ أفليس من العار أن يفتخر نصرالله بطائرة صنعتها دولة وجمعها حزب صم آذاننا بمقولة ما بعد حيفا وما بعد بعد حيفا.. لتسقط الطائرة دون أن تصيب حتى سنجاب إسرائيلي!!
ورقة بيضاء..
طارق الحميد، رئيس تحرير الشرق الأوسط، كتب “ليست الطائرة هي التي صنعت في إيران وتم تجميعها في لبنان؛ بل حزب الله”.