الأول من ديسمبر من أيام الوطن المجيدة، إنه يوم المرأة البحرينية الذي يتزامن الاحتفال به مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني المجيد. يوم المرأة البحرينية مناسبة من المناسبات الوطنية التي يعتز بها الشعب البحريني كثيراً، وأهميتها تكمن في أهمية المرأة صاحبة العطاء الكبير والمشاركة الفاعلة في كافة المجالات التنموية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمهنية والحقوقية. ففي كل زاوية من الوطن ترى بصمة من بصمات المرأة، وفي كل ركن من أركان الدولة تحس بظلها، فهي كالعشب بالنسبة للأرض الذي يُحوّل الأرض من تراب قاحل إلى سجاد أخضر، فأضاءت خطواتها الوطن بمساحاته الشاسعة ومن جهاته الأربع. ويعود فضل هذا اليوم واعتماده يوماً للمرأة البحرينية إلى صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك مملكة البحرين رئيس المجلس الأعلى للمرأة.
ولم يأت اليوم الأول من ديسمبر من فراغ، بل جاء تتويجاً لدور المرأة البحرينية الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وتجسيداً لدورها في بناء نهضة بلادها الحديثة، ولإسهاماتها المتواصلة لبلورة أوجه المشاركة الكاملة للمرأة البحرينية في عملية التنمية الوطنية. فقد بلغت المرأة البحرينية أوج مشاركتها في كافة المجالات، وليس مجازفة أن يكون شعار يوم المرأة البحرينية لعام 2012 «المرأة والرياضة.. إرادة إنجاز تطلعات» لأن المرأة البحرينية حققت الكثير على الصعيد الرياضي ونالت عدداً من الميداليات في مجموعة من الألعاب الرياضة التي شاركت بها المرأة، حفرت بها اسمها في سجل الوطن الحافل بالعطاء والإنجاز المستمرين.
ويعتبر عام 2008 هو العام الأول الذي يتم الاحتفال به بيوم المرأة البحرينية تحت رعاية صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وترافق مع هذا الاحتفال بزيارة صاحبة السمو قرينة الملك رئيس المجلس الأعلى للمرأة إلى مدرسة المنامة الابتدائية للبنات لكونها أول مدرسة ثانوية افتتحت في البحرين في عام 1928، وقد تزامن هذا الاحتفال مع مرور (80) عاماً على دخول المرأة البحرينية التعليم في المدارس النظامية في البحرين. وتواصلت الاحتفالات السنوية بهذا اليوم في كل عام باختيار موضوع من المواضيع التي تتعلق بمشاركات وإنجازات المرأة وهي كثيرة بقدر الأماكن المشمسة في البحرين في وضح النهار.
وتقديراً لهذا العطاء السخي والمتميز للمرأة فقد تم تخصيص جائزة العمل التطوعي تحت مسمى «جائزة الشيخة حصة بنت سلمان آل خليفة للعمل الشبابي التطوعي». وتوافقاً مع المشروع الإصلاحي فقد وضع المجلس الأعلى للمرأة برنامج «التمكين»، وهو يُمثل رؤية سياسية واقتصادية لتحقيق مشاركة المرأة لتساهم مع أخيها البحريني في البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي للبحرين في إطار ميثاق العمل الوطني والمشروع الإصلاحي.
والبحرين وشعبها وهي تحتفل بهذا اليوم المجيد علينا أن نتذكر الرعيل الأول من السيدات والنساء الرائدات اللواتي وضعن اللبنات الأولى للكثير من الأعمال والأنشطة المجتمعية في البحرين. وعلى سبيل المثال لا الحصر؛ فاطمة علي إبراهيم أول ممرضة وقابلة بحرينية تخرجت في عام 1941، صديقة العوضي أول طبيبة تخرجت في عام 1969، إلى جانب السجل التاريخي للمرأة البحرينية؛ فقد شاركت في الانتخابات البلدية في عام 1928 كناخبة وحصلت على حق الترشيح والتصويت في عام 2001، وفي عام 1950 حصلت على أول سجل تجاري لمزاولة العمل التجاري الحُر، وهي سنة بداية تأسيس الجمعيات النسائية في البحرين.
كما نالت المرأة البحرينية مكانة اجتماعية وسياسية واقتصادية، فكانت ميساء هزيم أول قبطان طائرة، منى الكواري أول قاضية بحرينية، صباح المؤيد أول مديرة لمصرف تجاري في 2004، فائقة سعيد صالح أول امرأة تعين مستشاراً للأمين العام لجامعة الدول العربية في 2008، منيرة بن هندي أول إمرأة من ذوات الاحتياجات الخاصة عضواً في مجلس الشورى، كما حققت رقية منصور الغسره مكاسب رياضية لاقت استحسان مواطنيها وأشقائها العرب والرياضيين الدوليين، وغيرهن من النساء البحرينيات اللواتي لا يزلن يعملن بجد وبإرادة وعزيمة يرفعن بها شأن بلادهن البحرين. فتحية إلى نساء البحرين، فيومها نقاء لها ونماء لوطنها. وكل عام وهن وأسرهن وبحريننا بخير.