احتفل الأحوازيون، وكذلك أبناء الشعوب غير الفارسية في جغرافية إيران، الأسبوع الماضي بمناسبتين مختلفتين؛ أُولاهما أن الدكتور أحمد شهيد المقرر الخاص في شؤون انتهاكات حقوق الإنسان في إيران قدم تقريراً ملخصاً عن بعض انتهاكات حقوق الإنسان بما فيه الإعدامات بحق النشطاء السياسيين وسجن الصحافيين وسلب حق الحياة والعيش لدى المواطنين العرب الأحوازيين وغيرهم، تطرق شهيد عبر هذا التقرير إلى قطاع التعليم في الأحواز، وذكر بالأرقام أن الطلاب العرب الأحوازيين على إثر عدم السماح لهم بالتعلم بلغتهم الأم يضطرون أن يتركوا الدراسة، مما أدى إلى تفشي الأمية في المجتمع الأحوازي ليصل لنسبة 50%، حيث هناك 30% من الطلاب يتركون الدراسة في الابتدائية و50% في الإعدادية و70% في الثانوية حسب التقرير ذاته.
من المقرر أن يقدم أحمد شهيد هذا التقرير إلى اللجنة الثالثة في الجمعية العامة في الأمم المتحدة للنقاش، وبحضور كل من وفد إيران وكذلك الطرف الأحوازي بعنوان شاهد على النقاش وأطراف أخرى من الشعوب غير الفارسية في جغرافية إيران وأطراف أممية، وكذلك أعضاء اللجنة الثالثة؛ أي اللجنة الاجتماعية والإنسانية للشؤون الثقافية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في الـ24 من الشهر الحالي أكتوبر 2012.
الطريف هنا أن المقرر الخاص في شؤون حقوق الإنسان في نص التقرير باللغة الإنجليزية وصف الأحوازيين بالمجتمع العربي، لكن جاءت الترجمة العربية لنفس التقرير كي توصف الأحوازيين بالأقلية العربية! مما يوحي لنا أن هناك من يعمل على ذوقه أو حسب رؤيته الخاصة، حيث يتم التلاعب بترجمة مفهوم حقوقي ربما لصالح إرادة سياسية.
أما المناسبة الثانية فجاءت بعد قرار الاتحاد الأوروبي بفرض مزيد من العقوبات على دولة إيران، والتي اتضحت ملامحها بقطع البث على قمر “هوتبيرد” لـ19 من القنوات والإذاعات الفارسية؛ منها الناطقة بالعربية والإنجليزية من بينها قناة “العالم” و«برس تي في” و«سحر1” و«سحر 2” و«جام جم 1” و«جام جم 2” و«الكوثر” و«تلفزيون خبر” وعدد آخر من الإذاعات والتلفزيونات الإيرانية.
هذا الخبر خلف فرحة كبيرة اجتاحت جميع المؤسسات وقلوب نشطاء حقوق الإنسان من أبناء الشعوب غير الفارسية، وحتى من نفس الفرس في صفوف المعارضة الإيرانية في الداخل والخارج، حيث كانت هذه القنوات والإذاعات تعمل على شاكلة الإذاعات الألمانية بقيادة غوبلز في الحرب العالمية الثانية، وعملت على إثارة الفتنة وتلفيق التهم بحق النشطاء والسياسيين ونشطاء حقوق الإنسان، وحتى من يعارض المشروع الإيراني في بلده الأُم، حيث الإعلام الإيراني ومنذ سنة 1979 بدأ بهجوم على العالم الإسلامي بشكل لا مثيل له من خلال دغدغة مشاعر البسطاء وممن انطلت عليهم إسلامية الثورة في إيران ودفاع إيران عن فلسطين!
الآن وبعد هذا التطور الكبير الذي ردع الإعلام الإيراني، وعلى صعيد آخر كشف عن جزء من وجه إيران القمعية أريد التعليق على هذا الموضوع، بالأصالة عن نفسي وباسم جميع دعاة الحرية من الشعوب غير الفارسية وبأعلى صوت أطالب كافة الدول العربية وغير العربية الأعضاء في الأمم المتحدة، سواء كانت هذه الدول متضررة من إيران أو غير المتضررة، أن تقف بجانب الدكتور أحمد شهيد المقرر الخاص من قبل مجلس حقوق الإنسان في الملف الإيراني وذلك خلال اجتماع اللجنة الثالث في يوم 24 من هذا الشهر، وأن تدعم أية خطوة قد تتخذ ضد إيران من قبل اللجنة في الجمعية العامة، كذلك نطالب إدارة أقمار “نايل سات” و«عرب سات” أن تحذو حذو الاتحاد الأوروبي ويعملوا بأسرع وقت ممكن على قطع البث الإذاعي والتلفزيوني الإيراني عبر هذه الإقمار ويساهموا بتجفيف أنهر الفتنة الإيرانية، حتى تخرس طهران وسياساتها وترتاح خلائق الله ويعيشوا آمنين في بيوتهم في كل من الدول العربية وغير العربية.