الحادث الأليم الذي تعرضت له حافلة المعتمرين البحرينيين بالقرب من المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية وراح ضحيته ثلاثة منهم؛ هن المرحومة سميرة عبدالشهيد والمرحومة فريدة سعيد والمرحومة هاشمية السيد، إضافة إلى إصابة خمسين إصابات مختلفة. وقد أوصى ذووهم دفنهم في المدينة المنورة، وحال سماع الخبر الأليم أمر صاحب السمو المكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الموقر باستنفار الأجهزة الطبية والعلاجية لمتابعة الحادث، وكذلك السفارة البحرينية وقنصليات البحرين لتكون في الموقع، ولم يكتف بذلك؛ بل أمر بتجهيز طائرة خاصة وطاقماً طبياً للسفر إلى المدينة المنورة لإحضار كافة المصابين الذين تسمح لهم ظروف إصاباتهم بإحضارهم إلى البحرين، وتجهيز الغرف الخاصة لهم في مستشفيات البحرين، وبالفعل نُفذ الأمر وأحضِر المصابون إلى مستشفيات البحرين ليكونوا بين أهليهم ومحبيهم وذويهم.
هكذا هو الأمير خليفة بن سلمان؛ يتابع مواطنيه في السراء والضراء، تهمه سلامة كل بحريني وفي أي مكان ولا يتوانى عند مثل هذه الشدائد إلا أن يتواجد، ليس فقط كمسؤول، بل لأنه بحريني تهمه سلامة أي مواطن ولد على هذه الأرض الطيبة.
نعم يا بوعلي.. من لهذه الشدائد والمصائب سواك، يا والد الجميع، يا حامي حماهم وحاضنهم بلطفك وشاملهم بعطفك وكرمك، يا من تهمه سلامة صحة كل مواطن بحريني سواء كان على أرض البحرين أو خارجها، كلهم أبناؤكم وعزوتك وأحبابك، هكذا شيمة الشرفاء، وهكذا نخوة الأوفياء لا تبرز إلا في الشدائد وعند المحن والنوائب، هكذا هم الرجال أصحاب المعادن الأصيلة، وأنت مثلهم الأعلى تكون دائماً في الطليعة وفي الصفوف الأولى، تهب لنجد المحتاج من أبناء وطنك، تقف مع المرضى ممن يحتاج إلى العلاج خارج الوطن، وتوفر المقاعد الدراسية لمن يحتاج إلى مساعدة لإتمام دراسته العليا وتحتضن الأيتام وتعوضهم عن فقد ولاة أمورهم.
هكذا هو رجل الدولة.. فسموكم الأنموذج الطيب يا بوعلي، وسموكم لست بحاجة لمادح يمدحك؛ فأفعالك تبرز معدنك الأصيل الذي يتجلى دوماً للقاصي والداني في مثل هذه الشدائد، وعلى الدوام لا يحجبها غبار حاقد ملأ الحقد قلبه، فأنت يا بوعلي وهج البحرين وسند كل بحريني، وستبقى إن شاء الله كما عرفناك وعهدناك خليفة للشعب العاشق لبحرينة؛ بحرين العز والصفاء والمحبة يظلها علمها الخليفي بقيادة مليكها الوفي بوسلمان يعيش على أرضها كل بحريني ومقيم.
نعم ستبقى البحرين يا بوعلي شامخة رافعة رأسها بين الأمم بفضل وجودكم وفيض كرمكم وعزكم ونخوتكم منذ أكثر من قرنين وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، بحرين عربية إسلامية خليفية، هي كما أردتم لها أن تكون رغم حقد الحاقدين وحسد الحاسدين، وليموت كل حاقد بغيظه ويموت بكمده وليحترق بنار كمده.
أما سموكم يا بوعلي فستبقون يعون الله وقدرته فارس البحرين النشمي سليل النشامى وحامي حما الديار وملاذ كل محتاج بعد الله سبحانه وتعالى، ولك الأجر والثواب، ولضحايا الحادث ممن غادروا دنيانا جنات النعيم ولذويهم الصبر والسلوان وللمصابين الصبر والشفاء العاجل، وإنا لله وإنا إليه راجعون..
وشكراً يا بوعلي على هذه المكرمة والوقفة الرجولية.