المواطن البحريني يريد أن يعيش في أوضاع أفضل، يريد أن تتحسن حياته ويضمن مستقبله ومستقبل أولاده.
كل هذه الأمور لا يمكن لها أن تتوافر في بيئة مشحونة بالأزمات، أو مع أناس يفتعلون ‘’التأزيم’’ لأنهم لا يعيشون إلا بدونه.
لدينا أمثلة عديدة في العالم، لدول ارتضت أن ‘’تتغلغل’’ في صلبها الصراعات العرقية، وأن تكون السياسة هي محركها الأول، وأن تكون مكاسب وأهداف فئة معينة طاغية على فئات أخرى هي تشكل معها النسيج المجتمعي، بالتالي تحولت إلى بؤر صراعات وساحة ‘’اقتتال’’، لا قادت تلك الفئات لتحقيق مآربها، ولا منحت الشعوب فرصة للحياة بصورة طبيعية.
هذه السيناريوهات نرفض أن تكون ملامح مستقبل البحرين، إذ أي عاقل يريد الخير لهذا الوطن يقبل بأن يتم إلهاء الناس -عبر اللعب على جراحاتهم- في أمور ‘’تأزيمية’’ أو تحركات ‘’عبثية’’ هي لا تخدمهم بل تسعى لخدمة ملفات وأجندات من يريد أن يستغلهم كـ’’وقود محرقة’’.
لدينا إنجازاتنا العديدة، ولدينا إخفاقاتنا، ولدينا طموحاتنا المشروعة، ومطالبات الناس المنبثقة من هموم المعيشة، بيد أن كل ذلك لا يعني ‘’حرق’’ الأخضر واليابس، ولا يعني بأن ‘’الفوضى’’ هي الحل.
كان البرلمان مرفوعاً كشعار على أنه ‘’الحل’’، وحينما جاء البرلمان صار البعض يطالب بـ ‘’حله’’ لأنه -بالنسبة لديهم- لم يكن ‘’الحل’’.
هنا من هو المسؤول؟! هل الدولة أم ممثلو الشعب أم القوى السياسية؟!
العملية مرتبطة بأطراف عدة، إذ لا يوجد نظام سيقبل بالتطاول عليه بمفهوم التطاول الذي يصل لمستوى التسقيط والتشكيك، وتصويره على أنه الجانب الخاطئ والمذنب دائماً، في المقابل كان واضحاً بأن تعاطي ممثلي البرلمان ومن ضمنهم قوى الشارع السياسي مبني على أسلوب ‘’التحدي’’ واستراتيجيات ‘’تحطيم الآخر’’، وعليه فإنه من المنطقي جداً أن يتولد الإحباط لدى الناس إزاء مخرجات البرلمان.
بعضهم يقول لا تنحز للحكومة وتجرم النواب، لكنني أقول بأننا وبحسبة واقعية، سنجد أن كفة ما حققته الدولة أرجح من ممثلي الشعب، خاصة وأن الفئة الأخيرة ‘’أحرقت’’ كل الكروت حينما فضلت أموراً ‘’جدلية’’ مغموسة بالسياسة، وفي جني الغنائم على حساب ملفات الناس المهمة، ويكفي التقاعد النيابي الإلزامي ليحرق كارت المجلس في فصله التشريعي الأخير، إذ العنوان الأبرز كان بأن النواب نسوا الناس وفضلوا أنفسهم.
من يشير لتراجعات، أو يلمح لعدم وجود تعاطٍ إيجابي من قبل السلطة، عليه أن يبحث عن الأسباب، وحين يجدها عليه أن يعترف بأنه من الاستحالة أن يتقبل حتى هو خطاب الآخر لو كان تسقيطياً تهجمياً مسيئاً، بالتالي كيف تريد ‘’الخير’’ من الآخر وأنت تشتمه وتدعو لعدم الاعتراف به، بل وتدعم من يرفع شعاراً صريحاً باستهداف شرعيته.
لو أحصينا المواقف لوجدنا ما يشيب له الرأس، وسنصل لحقيقة مؤلمة مفادها أن من يدعي الحرص على البلد اليوم من بعض القوى السياسية، أو من بعض حملة الأقلام، لا يهمهم لو ‘’حرقت البحرين عن بكرة أبيها’’ في سبيل تحقيق ما وضعوه من أهداف.
اليوم معالم الخريطة أوضح بكثير، ويمكننا بسهولة أن نحدد من يريد الحفاظ على أمن البلد واستقراره، ومن يريد أن ‘’يضرم’’ النيران فيه.
^ اتجاه معاكس..
إسرائيل تعمل القتل في إخواننا الفلسطينيين في غزة، وعلى بعد أميال يقف حزب الله -الذي فاخر يوماً بتحرير جنوب لبنان- ليمارس القتل بحق إخواننا السوريين!
حسن نصر الله دعا الدول العربية إلى إرسال الأسلحة إلى غزة مؤكداً أن المطلوب من الدول دعم المقاومة وتسليحها!
طيب، لماذا لا يستبق الحزب (الذراع العسكري لإيران) الجميع ويوقف عمليات عناصره في سوريا ويرسلهم إلى غزة، أنتم أقرب مسافة، أم أن الأوامر الإيرانية تقتضي أولاً قتل كل معارض مقاوم لنظام الأسد الدموي؟!
البطل حسن نصر الله وحزبه مشغولان بأمر أهم من محاربة إسرائيل!