لم تشهد دولة من دول العالم ما شهدته البحرين من مسيرات متواصلة مقرونة بالعنف والاعتداءات على رجال الأمن، وكأن المقصود من هذه التظاهرات هو استعراض المتظاهرين للقوة لإرهاب رجال الأمن لا العكس، ولم يكد يخلو يوم من الأيام إلا ونشاهد عملاً تخريبياً في الشوارع والطرقات؛ كحرق الإطارات وصب الزيوت اللزجة على الشوارع بدافع تعطيل السير وتعريض السيارات للتدهور وتعريض حياة المواطنين للأخطار المميتة، وليس للضحايا من ذنب حين يصابون أو يموتون جراء هذه الإصابات، ناهيك عن جدران البيوت التي تُلَوَّث بأقذع الألفاظ التي لا تليق بإنسان متحضر أن يطلقها أو يخطها بيديه.
لقد حاولت السلطات الأمنية المعنية أن توقف مثل هذه التصرفات، لكن القائمين عليها استمرأوا ذلك واستهدفوا رجال الأمن بالمولوتوف وقتلوا من قتلوا، وبعد قتل كل ضحية من ضحايا رجال الأمن، كان الفاعلون يرسلون الأخبار الكاذبة التي ليس لها صحة من الواقع، يرسلونها إلى المحطات التلفزيونية التي خُصِّصَتْ لهم من قبل الأجهزة الإيرانية، وتتخاطفها محطات العالم المخدوعة بدعاياتهم وأكاذيبهم، وهكذا ينخدع الرأي العام بتلك الأكاذيب والأراجيف التي تصغي لها الدول الكبرى على وجه الخصوص.
أما إيران، هذه الدولة التي تدعي الإسلام وهي تثير الفتنة في أكثر من بلد مسلم، خصوصاً في البحرين، فيجب وقفها عند حدها وطردها من البحرين طالما أنها لا تحسن الجوار وتساهم في تأجيج الفتنة بين الشعب الواحد بهدف تحقيق مصالحها الذاتية وتلاقي من الأذناب من يلاقي مصالحة، هناك أكثر من دليل على تدخلاتها المتعمدة في شؤون البحرين، وهناك من هو مخدوع بوعودها الكاذبة، فعندما تقتنص الفريسة ستطيح بالضحايا ولن تعيرهم أي اهتمام، وكم نتمنى أن يرعوي المخدوعون وأن يعودوا إلى رشدهم وينضووا تحت لواء راتبهم ويعمروا بلدهم التي هي عزهم ومكانتهم بين دول العالم.
نعم لقد صبرت السلطات الأمنية مدة طويلة وهي تحاول وتداري؛ فماذا كانت النتيجة؟ كانت القتل العمد لرجال الأمن.. كان القتل العمد لكل منكفئ لا يشارك في المسيرات التخريبية.. كان التخريب لكل بيت مواطن لا يخرج من بيته في كل مسيرة تدعو لها المعارضة.. أهل القرى محاصرون في قراهم لا يستطيعون أن يعبروا عن آرائهم وإلا تعرضوا للضرب وتعرضت ممتلكاتهم للتخريب والاعتداءات، هكذا حوصر المواطنون في قراهم من قبل قوى المعارضة التي تريد أن تحكم الشارع بالعنف، بالمولوتوف وأسياخ الحديد وإشعال الإطارات في مواقع كثيرة من شوارع البحرين لإثبات وجودها مستغلة ما تلجأ إليه سلطات الأمن من حكمة في التعامل مع فلول هذه المعارضة المغرر بهم، ولكن نسي هؤلاء أن للصبر حدوداً.
نعم نسي هؤلاء أن بإمكان السلطة اتخاذ ما تراه مناسباً بعد هذا الجور الذي ترتكبه المعارضة في حق المواطنين بالدرجة الأولى، فالمواطن هو المتضرر من هذه الأعمال التخريبية التي سببت له الأذى في سكنه وفي كسب رزقه.