شاب عراقي يعيش في منطقة السيدة زينب في سوريا، هو من المؤيدين للرئيس السوري بشار الأسد، لأنه يعتقد أن الأسد هو زعيم هذه الأمة وقائدها لتحرير فلسطين المحتلة وإعادة الهيبة للأمة العربية والإسلامية، هذا الدفاع المستميت من الشاب قابله غضب من إحدى مجاميع الجيش الحر، فقاموا بخطفه من أحد ضواحي السيدة زينب وبعد التعذيب لمدة ثلاثة أيام طلبوا منه أن يُقبّل صورة أمير قطر، لكن الشاب العراقي رفض ذلك بكل عنفوان، فقام جنود الجيش الحر بذبحه من الوريد إلى الوريد.. اللهم إني صائم، اللهم إني صائم، اللهم إني صائم، هذه القصة هي أغبى فبركة سمعتها في حياتي، لكن المشكلة الحقيقية بأن هذه الكذبة السوداء تم الإلقاء بها في وجوه المصلين في مسجد براثا في بغداد، ومن فوق المنبر الذي يجب أن يتسامى فوق الصغائر والأحاديث الضعيفة، فإذا به يصبح منبراً لنشر الأكاذيب والكلام الفارغ، أما صاحب هذه الكذبة الغبية فهو رجل الدين جلال الصغير، النائب العراقي ورجل الدين الشيعي البارز وأحد الخطباء المفوهين في عراق زمن الاحتلال. قيل لشاعر العراق الكبير محمد مهدي الجواهري لماذا ترفع العين في كلمة العراق في قصائدك وتقول إنه العُراق؟! فأجاب الشاعر الكبير لأني أستحي من التأريخ أن أكسر عين العراق؟! فما خطب هذا الصغير يكسر عين العراق وعين الحقيقة ويشعرنا بالخجل والذل والهوان على زمن يمثل فيه العُراق شخصاً بمستواه الفكري الذي هو انعكاس لنفسه المريضة بكل الأمراض الطائفية والعقد النفسية، كيف يمكن للخطيب أن يقف فوق منبر رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن يرمي بالأكاذيب ويزرع الفرقة والطائفية والضغائن بين أبناء الدين الواحد، هذا المنبر الذي كان عنواناً لجمع المسلمين وتوحيد كلمتهم ورسم خارطة تقدمهم وعزتهم أصبح اليوم مكاناً لنشر الأكاذيب والضغائن إلا ما رحم ربي. الصغير صاحب كذبة الصورة القاتلة هو نفسه من كان يدير معتقلاً سرياً خلف جامع براثا في منطقة العطيفية شمال غرب العاصمة بغداد، المعتقل الذي كشفته قوات الاحتلال وتم إغلاق الموضوع لعدم كفاية الأدلة، لأن أرخص شيء في عراق اليوم هو دماء شعبه، وهو ذاته الذي لعب دوراً بارزاً في إذكاء الحرب الطائفية التي أراقت دماء العراقيين من خلال خطبه التحريضية المسمومة، الحرب التي لايزال العراقيون يتجرعون نتائجها كما يتجرع السم الزعاف، الصغير هو ذاته الذي نُبذ في انتخابات العام 2009 في العراق ورُحل إلى أكثر من دائرة ليحافظ على كرسيه في البرلمان لكنه فشل في ذلك بعد أن كانت الأيام كفيلة بتعرية ما افترى به وادعى من أكاذيب أترفع عن ذكرها، الصغير نموذج محزن من النماذج التي شاءت الأقدار ومن ثم العم سام في أن تتسلط سيوفهم الطائفية على رقاب البلاد والعباد في بلاد ما بين (القهرين). ^ ومضة.. قال لي جدي أن حبل الكذب قصير، لكنه لم يقل لي إن حبل الكذب صغير وصغير جداً.