كل الأمم التي من حولنا شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، على اختلاف عمقها الإنساني والتاريخي والحضاري، استطاعت عبر تعاقب أجيالها أن تسوق الكثير من الرموز، وأنصاف الرموز، لتوصلهم إلى ثقافتنا، وإلى عقلنا الباطن، باعتبارهم قيماً إنسانية كوننا مستهلكين سذجاً طبعاً.
أمم أقل منا ثقافة، وأقل منا حضارة، وأقل منا عمقاً على الصعيد التاريخي والإنساني والأخلاقي، استطاعت أن تصنع لنا رموزاً حسب الطلب، لتسوقهم لنا، وتفرض علينا احترامهم وتقديرهم وتقليدهم، بل ويتباهى علينا بهم، أشخاص عاديون لا يتميزون بأي شيء، استطاعت شعوبهم أن تسوقهم وتجعلهم قيمة مضافة إلى هذا الكون الفسيح، بينما فشل المسلمون في جهات العالم الأربع، وبجميع مذاهبهم وأطيافهم وتوجهاتهم، وفي مقدمتهم العرب، من نقل الانطباع الحقيقي والصادق والشفاف لعظمة سيدنا الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. نعم فشلنا في أن نوصل للعالم الآخر قيم ديننا الإسلامي الحنيف، وتاريخ رسولنا العظيم، وصفاته الكريمة، وإنجازات رسولنا الأمين وسمحنا لهم أن يتطاولوا على ديننا ورسولنا وتاريخنا ورموزنا، بسبب ضعفنا وإقبالنا على الحياة بشكل غريزي مريض، وانبهارنا الأعمى بالحضارة الغربية المشبوهة.
كنت في في أحد الأيام أزور بلداً أوروبيا فيه قلعة عمرها 200 سنة، فجلس صديقي منبهراً بها وبالغ في وصفها، فقلت له “يا هذا، لا تنسى أني أنتمي إلى بلد الحضارات”، وأقسمت يومها أن “بهاء وعظمة بيت الله العتيق أروع من هذه القلعة إلى ما لا نهاية من الأصفار”، وقتها قلت “كيف استطاع الإعلام الغربي أن يجعل صديقي المثقف منبهراً بشيء لا يمكن مقارنته بما لدينا من حضارة؟!”.
نفاق الغرب واضح، وتحاملهم على رسولنا العظيم يتجلى بأبلغ صوره في ازدواجيتهم، فكيف يحتفل العالم الغربي المنافق بشخصية “غاندي” الآسيوي مثلاً كرجل سلام مثلاً، ولا يضع إنجازات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فوق كل إنجازات البشر قديماً وحديثاً؟
وكيف يحتفي العالم الغربي الأعمى بشخصية “مانديلا” الأفريقي مثلاً كشخصية سلام، ولا يحتفي بشخصية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الذي صنع حضارة في قلب الصحراء من لا شيء؟
إن العالم الغربي المريض بجنون البقر، وأنفلونزا الخنازير، والطيور والغربان، والماعز والخراف والذباب والبعوض، أصغر وأقل وأتفه من أن يفهم عظمة خاتم الأنبياء والمرسلين وشفيعنا يوم الدين.
نعم أقولها بألم وصراحة، نحن أبناء غير أكفاء لدين عظيم، وأتباع غير أكفاء لرسول عظيم، إن استمر بنا الحال في تسطيح أعظم الأديان، واختصاره في المسميات المذهبية والطائفية، فإن الغرب المتخلف والأعمى سيقوم بالإساءة لنا في كل مناسبة، وكلما أراد أن يصنع له أبطالاً من ورق.
رسام دنماركي مغمور يريد الشهرة يسيء لرسولنا العظيم، ومخرج فاشل غير معروف حتى للممثلين كما صرحوا لوسائل العالم، يبحث عن الشهرة من خلال الإساءة لسيدنا الرسول العظيم، طبعاً لا يمكن أن نقول عنهم ممثلين فهم مجموعة من بنات الليل، وأنصاف الرجال والشواذ، جمعوهم من الحانات والمراقص والعلب الليلية، ليجسدوا أدواراً لشخصيات إسلامية عظيمة، وفي مقدمتهم أعظم من مشى على الأرض سيدنا ورسولنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آل بيته وأصحابه.
أي لعبة هذه يا أمريكا.. أيها السفير العتيد الذي لا يكف عن الدوران في أرجاء هذه الجزيرة الصغيرة.. ماذا تريد بلادك من رسولنا؟!