قبل فترة قصيرة قرأنا أن مكسيكياً قام بدحض توقعات نهاية العالم في 21 ديسمبر 2012، والذي طرحها تقويم المايا والذي توقع فيه أن ينتهي العالم الذي نعرفه بعد مرور أربعة آلاف سنة من تلك الفترة. حيث وجد هذا التقويم على مسلات تعود إلى حضارة المايا عثر عليها في المكسيك وفي غواتيمالا، وقد أكد إريك فيلاسكويوز وهو مؤرخ خبير في مخطوطات المايا أن الناس يؤمنون بنهاية العالم وفق المعتقدات، لكن حضارة المايا لم تكن تؤمن بنهاية العالم، بقدر ما كانت تعتمد نظام تعداد لا متناهٍ للسنوات يمتد على آلاف الأعوام. فيمكنكم أن تناموا ملء أعينكم. وبحسب الفيلم الأمريكي “2012” المقتبس من الرواية الأكثر مبيعاً للكاتب الأمريكي ستيف ألتن بعنوان “وصية المايا” وغيرها، أن العالم سينتهي في 21 ديسمبر من العام الحالي. لكن المؤرخين يذكرون بأنه لم يتم العثور إلا على حجر واحد في تورتوغيرو في ولاية تاباسكو “جنوب غرب المكسيك” وهو عبارة عن روزنامة تنتهي في العام 2012 بحسب تقويم المايا الذي بدأ قبل 3144 عاماً من التقويم الروماني، وفي مقالها الذي نشر في الإنترنت “بداية الوعي الروحي والكوني 2012” تقول الكاتبة سالمة الموشي: ليس هناك نهايات بالمعنى المطلق للنهاية، النهاية ليست إلا انتقالاً من مرحلة إلى مرحلة أخرى مختلفة، وهذا ما ينطبق على فوضى النهايات التي تداولها العالم أجمع في الفترة السابقة من أن نهاية العالم ستكون في 2012 وتم إغراق الوعي الجمعي بهذا الإيحاء وعزز بالكثير من الأفلام الهوليودية التي لم تذكر عمق الحقيقة. وأعلم أن هناك من يراقب بصمت وربما بخوف هاجس النهايات التي أغرق بها وعي العالم. وهنا لا يجب أن نفرط في خوفنا بقدر ما نبتهج بقدوم عهد ذهبي جديد للإنسانية، وترى الكاتبة أن بداية 2012 هي بداية النهاية لعهد قديم وبداية عهد جديد كوني وروحي مختلف، وهي ليست إلا دورة جديدة للأرض والبشر، تمنحهم الانتقال من منطقة وعيهم الحالي إلى وعي آخر أكثر نضجاً. وترى أنه على مستوى الوعي الروحي ستنتهي مرحلة ويبدأ البشر في دخول مرحلة جديدة لم يشهدوا مثلها من قبل وسيختبر الناس تغيرات ذهنية وجسدية مختلفة وعديدة، يتجهون فيها إلى طرح أسئلة مصيرية لم يشهدوها من قبل على مستوى الوعي الكوني، سيشهد كذلك كوكبنا الجميل هذا تحولاً يبشر ببداية العصر الذهبي للأرض، ويؤكد العلماء أن فترة التحول النوعي هذه سواء بالنسبة للوعي، أو للأرض ستكون سلسة وسهلة وطبيعية في حال اختار البشر تركيز اهتمامهم بالمحبة والسلام والرحمة والتوقف عن تدمير الأرض ومن عليها من خلال الحروب ودوافع الشر. وحدهم أصحاب النوايا الصافية والمحبة والعدالة سيحظون بجنة التغيير. وتضيف الكاتبة أن هذا هو بداية زمن جميل يليق بإنسانية الإنسان. في الواقع إنني شخصياً توقفت كثيراً أمام هذه النبوءة التي طرحتها حضارة المايا قبل آلاف السنوات، وأتفق مع ما طرحته الكاتبة سالمة الموشي في مقالها بصورة عامة، لكن هناك ثمة تساؤلات يطرحها العقل المتابع لقصة سيدنا نوح عليه السلام، فقد كان على الفطرة مؤمناً بالله تعالى قبل بعثته إلى الناس. وكل الأنبياء مؤمنون بالله تعالى قبل بعثتهم. وكان كثير الشكر لله عزّ وجلّ. فاختاره الله لحمل الرسالة. فخرج نوح على قومه وبدأ دعوته “يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ”، قوم نوح لم يصدقوا تحذيره لهم، فابتلعهم الماء في كل الأرض. وعشنا لا نصدق عقلياً ما قالته لنا حضارة المايا. السؤال ماذا لو صدقت نبوءة المايا؟