في اللقاء الأسبوعي لصاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، كعادته الحميدة في استقبال زوار مجلسه بالابتسامة لهم ومصافحتهم واحداً تلو الآخر، سائلاً عن أحوالهم وصحة عوائلهم، مؤكداً أن صفة التواصل هذه سمة من سمات العرب والشعب البحريني الذي توارثها الأبناء من الآباء والأجداد. ودائماً وأبداً الوطن البحريني وشعبه في قلب سمو الأمير، هذا الوطن الذي يحتضن بُحب جميع أبنائه والمقيمين على أرضه دون استثناء ولا يُفرق بين أحدٍ منهم. وإن ما يحدث للبحرين من أحداث لتؤلم الجميع وعلى أبناء الوطن أن ينتهجوا طريق العدل والسواء، فالقضية ليست قضية عقار متنازع عليه ولا هو خصام بين أطراف متعادية، بل هي قضية وطن وشعب، فأبناء البحرين ليسو بفرقاء ليتخاصموا، وليسوا أعداء لكي يتصالحوا، بل هم جميعاً أبناء وطنٍ واحد، يعيشون تحت ظل قيادة رشيدة ترعاهم وتسهر على راحتهم.
البحرين ومنذُ أن نالت استقلالها الوطني وهي تعمل جاهدة من أجل رفاهية شعبها وتحقيق المزيد من الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية لهم، وأن القوانين التي تضعها الدولة ليست من أجل العقاب بل هي من أجل تسهيل حياتهم وتوفير الأمن والاستقرار لهم ولوطنهم، فلا حياة دون استقرار ولا تنمية دون أمن، فيجب على كل مواطن أن يدرك مسؤوليته الوطنية في الحفاظ على هذا الوطن ويُعزز من مكتسباته.
فهناك كثير من المُخلصين من أبناء الوطن يبذلون جُهداً وفيراً، وكلٌ في موقعه، فالكتاب المُخلصون للوطن هُم القادرون على توصيل الحقائق إلى المواطنين، فالقلم النزيه لا يكون إلا في اليد الوطنية التي تخلص للوطن، فالقلم سلاح ذو حدين.. حد يهدم وآخر يبني، والكلمة الصادقة والعاقلة هي بمثابة النور الذي يضيء. وأبناء البحرين وقفوا في جنيف وقفةً مجيدة وعزيزة من أجل وطنهم، هذه الوقفة أبهرت الجميع من مسؤولين ومواطنين وأبهرت كثيراً من الدول ورجالاتها الذين شاهدوا وتابعوا أحداث جلسة الاستماع إلى التقرير البحريني لحقوق الإنسان.
ليس هناك أفضل وقت للوطن من توحيد الصف الوطني في وقت المِحن، فالوحدة الوطنية ضرورة حياتية في حياة الوطن، وهذه الوحدة تتطلب أن يعي المواطن إلى دوره الوطني تجاه وطنه وشعبه، فالبحرينيون يملكون من الوعي الذي يستطيعون به تمييز الطريق الأبيض من الطريق الأسود، وبالوعي يستطيع جميع المواطنين التعايش معاً، وبه يستطيع الشعب البحريني أن يصد كل المخططات الخارجية ويعيش في خندق وطني واحد.
إن العمل الوطني يحتاج إلى التنافس بمن يُقدم أكثر من غيره وأفضل لوطنه، وهذه هي العلاقة الحقيقية بين الإنسان ووطنه. لقد حقق المشروع الإصلاحي لجلالة الملك الكثير من المكاسب السياسية وفي مقدمتها الديمقراطية، والديمقراطية التي نريدها للبحرين وشعبه هي ديمقراطية الضمير وليست ديمقراطية الربيع العربي، ديمقراطية نصنعها في داخل وطننا لا نستوردها من الخارج، ديمقراطية تعالج مشاكلنا لا تؤزمها، وتوحدنا لا تشتتنا، تؤصل فينا روح العمل الوطني وتؤتي من ثماره الطيب.
إن علاقة البحرين الخارجية هو مكسب كبير للبحرين، فالبحرين لها علاقات وطيدة مع شقيقاتها العربية والإسلامية والدول الأجنبية، علاقة قديمة قائمة على العلاقات المتبادلة والمصالح الوطنية المشتركة. وللملكة العربية السعودية وقيادتها السياسية فضل لن ينساه الشعب البحريني، وهي الشقيقة الكبرى التي تهب لغيث البعيد فكيف بالقريب. وكما يهمنا كثيراً استقرار بحريننا الغالية أيضاً يهمنا استقرار وأمن جميع الدول في العالم، فانعدام الأمن وغياب الاستقرار في أي دولة في العالم يؤثر على استقرار وأمن الدول الأخرى، فللأثر الإيجابي أثره كما للأثر السلبي. وإن أولويتنا في علاقتنا الخارجية هي مصلحتنا الوطنية كما هي أولويتنا الوطنية هي شعبنا، كما هي أولوية الحلول لأي مشكلة تواجهنا هي الحلول الوطنية البحرينية التي يجمع عليها الشعب البحريني ويتفق بشأنها. هذه هي البحرين وهذه هي قيادتها، وهذه هي المواقف عندما تكون البحرين وشعبها في قلب قيادتها، فالدول ليست فقط بما تملك من الثروات المادية بل أيضاً بما لديها من الثروات البشرية من قيادة وشعب، لذا فإن حُب الوطن والتقدير للشعب في هذا القلب الكبير الذي يتسع للجميع بدون استثناء. حفظ الله البحرين وقيادتها وشعبها. آمين.