قبل فترة كتبت هنا وقلت إننا ننتظر من شهر سبتمبر الحالي أخباراً علها تكون سارة، وعلى رأسها وأهمها وأولها، خبر عن الاتحاد الخليجي بعد أن قيل لنا وعبر مسؤولين رسميين إن هناك أموراً سوف تحدث، تتعلق بالاتحاد ستسمعونها في سبتمبر، ماذا سيحدث لا أحد يعلم!
غير أننا حتى الساعة لم نسمع أي شيء، حتى الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لم تظهر أي خبر أو تعليق حول الموضوع، لذلك هذا الهدوء لا نعرف ماذا وراؤه؟
بعيداً عن شهر سبتمبر الحالي، أذهب إلى الشهر الذي يليه، وهو شهر أكتوبر، وقبل ذلك فأنا لست عرافاً، ولا أعرف قراءة الكف (أعرف أعطي كفاً فقط) وليس لي كما يقول الشاعر الفلسطيني أحمد مطر: “أنا ليس لي علم الحواة كي أخرج الجبل العظيم من الحصاة.. وأجر آلاف الفوارس كالأرانب من بطون القبعات”، ويقصد أنه ليس ساحراً.
لكني أجد أن شهر أكتوبر القادم قد يكون شهراً استثنائياً، أو شهراً يحمل مفاجآت، أو أنباء، أو صاعقة، في أكتوبر أو بعده، لا أعلم، لكن قراءتي المتواضعة تقول إن هناك أمراً ما سيحدث، ما هو.. وكيف؟.. لست أعلم علم اليقين..!
أنا أتفق تماماً مع من يقول إن ما بين طهران وواشنطن عداء مزيف، أو عداء ظاهري، أو إن ما بينهما، يشبه حركات “أكروبات” لاعب السيرك، لعب على الحبال، وشبك بالأسفل وعصا باليد..!!
إيران هي التي مهدت وأعانت أمريكا على دخول أفغانستان، وإيران هي التي قالت للعراقيين بالجنوب، اجعلوا الأمريكان يدخلون بسلام، حتى وصلوا بغداد. وبالتالي.. وعرفاناً بالجميل سلمت أمريكا العراق إلى إيران، حتى صارت إيران تحكم بوابة العرب الشرقية.
كل ذلك أتفق معه، وهو واضح للعيان، لكن يبدو أن هناك أمراً ما يدبر في شهر أكتوبر القادم، هل هو ضربة، هل ستقول أمريكا لإسرائيل أنتِ قومي بالضربة، لا أعلم، لكن قد يحدث ذلك، أشم رائحة مختلفة لأكتوبر القادم، وربنا أعلم.
إن كان ذلك سيحدث كفرضية، فهل أكتوبر القادم هو موعد البحرين مع صرامة تطبيق القانون وبقوة هذه المرة والأرضية متاحة في ذلك الحين؟
تصريحات الرجل الفاضل وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، هي ليست اجتهاداً، ففي كثير من الأحيان وفي أحداث أسخن وأقوى كنا ننتظر منه مثل “تغريداته” الأخيرة ولم تخرج، وخرجت مؤخراً، فهل هو ضوء أخضر من دولة عظمى؟
وهل هذا ينبئ بأن شهر أكتوبر مختلف هذا العام؟
ما يحدث إقليمياً يلقي بظلاله على البحرين بشكل مباشر، والقرب الجغرافي مع المفاعل النووي الإيراني (الذي تشبه سلميته، سلمية الوفاق)، أيضاً يجعلنا نقول إن على البحرين أن تكون مستعدة لأسوأ الاحتمالات، على كافة الأصعدة، فليس لأمريكا عدو دائم ولا صديق دائم، وقد تكون انتخابات الرئاسة سبب في حدوث أمر جلل يصب في صالح الرئيس الأمريكي.
ما يعنيني هنا الوضع الداخلي، أقول هل أكتوبر القادم هو موعد خلاص أهل البحرين مع القانون، إذا ما حدثت ضربة أمريكية لإيران، هل سيستنفر القانون ويستفيق من بعد سبات عامين من الإرهاب والقتل، والإجرام ضد أبناء المجتمع البحريني؟
لست أعلم.. إن كان ما سلف هو سيناريو محتمل، أم أن شهر أكتوبر سيأتي ويغادر مثلما يغادر في كل عام؟
قلت إني لست من يمتطي (قشة) ويطير، لكني أخذت أغزل في الخيوط، أشبكها في بعض، خاصة بعد المناورات التي تجري هذه الأيام بمشاركة 30 دولة وبقيادة أمريكية.
أكثر ما يهم أهل البحرين هو أن تستفيق الدولة، وتطبق القانون، وتكسر ظهر الإرهاب، فلا تقوم له قائمة، وأكتوبر إن حدثت فيه تطورات قوية، فإن تطبيق القانون تحتاجه أمريكا هذه المرة، أكثر من البحرين.
^^ رذاذ
ما صرح به الرجل الفاضل وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة حين قال “إن إصابات رجال الأمن وسام شرف على أجسادهم”، لهو تصريح معبر وقوي، ويستحق رجال أمننا هذا التقدير، فهم من يسهرون على أمن الوطن، وأيادي الغدر لا تكف عن إشعال الحرائق.
يحتاج رجال الأمن إلى تكريم مادي أيضاً، أعتقد أنهم يستحقون دعماً مادياً تكريماً لهم على وقفاتهم وتضحياتهم.
وأقول أيضاً إن “عيال البلد” حين يصابون جراء الإرهاب، وتكون إصاباتهم قوية، يجب علاجهم بالخارج، بدل ما ترسل الدولة للعلاج من يغدر بنا ويخون البلد.
- عدت من السفر، وقابلني أحد الإخوة البحرينيين الذين لديهم شعور وطني جميل، وأنا لا أعرفه قبل الأمس.. الرجل قال لي بالعامية: “يا هشام أكو شعر أبيض في سكسوكتك”..
قلت له نعم هو ذاك.
لكني قلت له أيضاً: هذا يا أخي لا يهم، المهم الكفاءة في العمل..!!