لمَ “الوفاق” مهتمة بجنيف ولمَ نرى حراكها في جنيف خيانة؟
بداية نؤكد أنه لن يترتب على جلسة جنيف إلا بعض التوصيات بتحسين أحوال حقوق الإنسان والتي تُعطى للبحرين ولغير البحرين، ومن ثم يُوصى بمتابعتها إلى أن يحين موعد الجلسة القادمة، ومن بعد يوم 19 إلى أن يحين موعد الجلسة الثانية لن يحدث شيء ولن يتغير شيء إلا في القطاعات التي لها علاقة بما تبقى من توصيات، وكما قال الأخ الصديق الشيخ خالد بن أحمد وزير الخارجية
«يوم 19 ليس يوم الحشر!”.
الحياة ستستمر “عادي جداً” رغم أنف فطحل “الوفاق” الذي قال “لن نترك البحرين تعيش حياة طبيعية حتى تتحقق طلباتي”.
ولو تعلمون عدد التوصيات التي تُعطى لبريطانيا لوجدتموها تقارب عدد توصيات البحرين، طبعاً هناك توصيات لإيران وإسرائيل وأمريكا و.. و.. والحياة مستمرة والدنيا ربيع عندهم.
«شطتنا» أي اجتهادنا نحن لا بسبب خشيتنا مما سيترتب على الاجتماع، بل بسبب حرصنا على سمعة بلدنا، ودفعنا لمتابعة التقرير للإجادة وتهيئة للأجيال الجديدة من مؤسسات المجتمع المدني أن تكون مستعدة لنقل ما أخفته “الوفاق” وما عتمت عليه.
واهتمامنا بأن تقوم الجهات الرسمية والأهلية بدورها، كل ذلك من أجل السمعة واسم مملكة البحرين الذي نريده عالياً دائماً لا تشوبه شائبة وهذا شعور أي مواطن شريف يحب بلده.
ولسنا ضد المشاركة الشعبية في تلك الاجتماعات، لكننا ضد التزوير والتضليل وإخفاء الحقائق من أجل استخدام تقرير التوصيات كوسيلة ضغط سياسية، فذلك يدل على أنه ما لم تتحصل عليه “الوفاق” بالتوافق الوطني مع شركائها في الوطن فهي تسعى لتحصيله بضغط خارجي.. لهذا تعد المشاركة بهكذا أساليب وبتلك الوسائل خيانة لشركاء الوطن.
من سيذهب لجنيف من مؤسسات مدنية تابعة لـ«الوفاق» لن ترصد تقاريرهم حالات التوقيف والمحاكمات أنها جاءت على إثر أعمال شغب وعنف وإرهاب، بل ستسميه “اعتقالاً” وتكذب وتقول إنه على إثر محاولات تعبير سلمية، تقاريرهم لن تذكر كم مدنياً استهدفوه وكم عسكرياً أصابوه وكم ضحيةً لإرهابهم وقعت، لن تجد ذكراً في تقاريرهم كم منزلاً وسيارة احترقت، وكم عائلة تركت سكنها خوفاً من إرهابهم، وكم مؤسسة أغلقت بعد أن أفلست بسبب عنفهم وإرهابهم؟ هذه كلها خسائر وضحايا مدنية لكنها لن تذكر في ملفات المؤسسات المدنية، وتلك خيانة للأمانة وكذب وتدليس وتضليل متعمد، ثم يشتكون لأننا نراهم خونة!!
لن يذكر اتحاد العمال أن الإضراب كان لأهداف سياسية وتلك أهداف غير مشروعة لأي إضراب في أي دولة، بل سيقولون إنه يدعو لإضراب من أجل تحسين أحوال العمال، ولن يذكر اتحاد العمال بأنه تم إرهاب العمال الذين لم يستجيبوا لدعوتهم، ولن يذكر بأنه ضلل في الأرقام وزور في الحقائق وأن الأمانة العامة تخالف القانون وليس لها صفة شرعية، ولن يذكر بأنه يتلقى دعماً سنوياً من النظام الذي يريد إسقاطه وأنه يتنقل ويسافر على الدرجة الأُولى بأموال من يريد إسقاطهم، لهذه الأسباب الشعب البحريني يراهم خونة له.
لن تذكر تقاريرهم ما فعلوه من ممارسات ضايقت الحريات الدينية للعديد من التيارات الدينية الشيعية التي لم تستجب لهم، فمنعوهم من مساجدهم ومن دور عبادتهم وضيقوا عليهم وأرهبوهم، ووصل الأمر إلى عنف وإرهاب في العديد من القرى التي هي خارج نفوذهم.
كل تلك الممارسات لها ضحايا هم أهل البحرين من شيعة ومن سُنة ومن مسيحيين وعمالة أجنبية؛ الذين غدرت بهم وخانتهم حين أخفت معاناتهم وأنكرت ضحاياهم رغم أن ذلك من صميم عملها، لهذا يرى البحرينيون “الوفاق” وتوابعها ومن والاها ومن نصرها أياً كان موقعه ومنصبه خونة لهم ولوطنهم.
الخلاصة؛ إن تلك المنظمات سواء مجلس حقوق الإنسان أو “العمل الدولية” لا تتدخل في فرض أي وضع سياسي على أي دولة، وكل هذه “الشطة” على لا شيء.
الخلاصة؛ إن “الوفاق” توهم جمهورها بعكس ذلك، فهذه “الضغبرة” التي تفتعلها على جلسة جنيف هي إبرة “بنج” لجمهورها لا للبحرينيين، و«تساعفهم» في تضليلهم للجمهور صحيفتهم الناطقة بلسانهم؛ التي تنشر لهم عناوين يومية تخدرهم بها، فعنوان رئيس بأن رئيس بلاد موزمبيق أبدى قلقه على حقوق الإنسان في البحرين، ويوم ثانٍ تبشره بأن رئيسة بلاد بوركينافاسو قلقة على حريات التعبير في البحرين.. وهكذا يومياً حتى يتخدر هذا الجمهور وينتظر “الفرج” عل وعسى تتشوه صورة بلده فينام قرير العين منتظراً الإنزال العسكري لاحتلال البحرين الذي سيأتي بعد اجتماع جنيف وبعد “قلق” الدول الأعضاء!
هي تخاطب جمهورها الذي دفعته للتهلكة وخافت أن تقر له بفشلها، و«الوفاق” تعول جداً على جهل جماهيرها بصلاحيات واختصاصات المنظمات الدولية، فيصورون له المسألة بأن توصيات المجلس “ستهز البحرين هزاً” فيسقط النظام.. اللهم اشفنا وعافنا مما ابتلاهم به.
هذه هي “سالفة” جنيف لا أكثر ولا أقل!!