التنمية لا تتعلق بالسياسة (التنمية السياسية) ولا بالاقتصاد (التنمية الاقتصادية) فقط؛ بل أن مفهوم التنمية هو مفهوم شامل يتعلق بكل بشؤون الحياة الإنسانية ودون استثناء، ومنها التنمية البيئية التي تعني أولاً بصحة الإنسان وصحة المجتمع وتنظيفه من كافة المتلوثات البيئية، وثانياً نشر الاخضرار و تكريس الاقتصاد الأخضر الذي يرمز إلى الأنشطة المتفقة مع البيئة والخاضعة لمتطلباتها دون أن تنتج عنها أي تداعيات بيئية سلبية ولا تضيف أي أعباء على البيئة تلوثاً أو تدهوراً. ويُعرف برنامج الأمم المتحدة هذا الاقتصاد أنه (الاقتصاد الذي ينتج عنه تحسن في رفاهية الإنسان)، وفي نفس الوقت فهو يُقلل من المخاطر البيئية في المجتمع. إن أول ما يستهدف بناء الحدائق والمنتزهات في البلاد هو: • بناء علاقة متبادلة بين أنشطة الإنسان الاقتصادية والبيئة المجتمعية. • الحفاظ على صحة الإنسان من مجموعة النفايات وانبعاث الغازات الكربونية الصادرة من الأنشطة الصناعية التي تتراوح نسبتها ما بين 30 ــ 60% من إجمالي التلوث البيئي. وهذا ما أدى إلى انعقاد « المنتدى الدولي للبيئة والتنمية المستدامة الخليجي الثالث « الذي تم تنظيمه في مملكة البحرين. • التشجير على جوانب الطرق وإنشاء الحدائق والمنتزهات العامة يُمثل الرئة التي تتنفس منها المدينة أو القرية. • تتيح الحدائق العامة لهواة الرياضة ممارسة التمارين الرياضية أو المشي. • تقضي الأسر في الحدائق العامة أوقات ترفيهية، ويستطيع الأطفال اللعب فيها بسلامة وأمان. • تساهم الحدائق العامة بتمتين الروابط الاجتماعية بين الأفراد المرتادين إليها من مختلف مناطق محافظات البحرين. وتحقيقاً لهذه الأهداف التنموية والوطنية وإيماناً بهذا الدور البيئي للإنسان والمجتمع تفضل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر بافتتاح «حديقة خليفة الكبرى» بمنطقة الرفاع، ليُجسد أولاً ما يوليه سموه من اهتمام للتنمية الحضرية والمستدامة في كافة أنحاء مملكة البحرين، وثانياً يُمثل استمراراً لحرصه الكريم والمتواصل على دعم المشروعات التنموية والترفيهية التي تلبي احتياجات المواطنين، وثالثاً فإن هذا الأمر يُغرس مبادئ مدرسة سموه ورؤيته في مُجمل عمليات التنمية التي هي من أجل المواطن ورفاهيته وتقدم الوطن ونهضته، وذاك يعني وهو الأهم أن المواطن البحريني هو الهدف الأسمى والغاية الأساسية من التنمية المجتمعية كافة. كما إن هذا الاهتمام يُجسد مبادئ الدستور البحريني حيث أكدت المادة (9) البند (ح) التي تنص على أن «تأخذ الدولة التدابير اللازمة لصيانة البيئة والحفاظ على الحياة الفطرية». إن بناء الحدائق وتشييد المتنزهات تمثل أحد المشاريع التنموية التي تنتشر في الآونة الأخيرة في مختلف وقرى مملكة البحرين وهو ما يحظى باهتمام كبير من الحكومة ومن لدن سمو الأمير رئيس الوزراء، وهو استكمال لخطط الدولة في تنفيذ برامج التشجير والتجميل من أجل زيادة المساحة الخضراء في مختلف مناطق البحرين. ووفقاً لهذه الخطة التنموية فقد تم إنجاز ما يزيد عن (120) حديقة ومنتزه وهناك أخرى قيد التنفيذ. وبجانب أن هذه المشاريع تعتني بالجانب السياحي للمواطن فإنها أيضاً تعمل على تنشيط حركة السياحة إلى البحرين التي تجتذب العديد من زوارها من أبناء الخليج العربي. وهذه الحدائق والمنتزهات ما هي إلا جزء لا يتجزأ من البرامج التنموية التي تشرف عليها الحكومة والهادفة إلى الارتقاء بأوضاع المواطن الحياتية والمعيشية والاجتماعية. بجانب العديد من القرارات الحكومية والإجراءات الوزارية التي من شأنها المحافظة على البيئة وحمايتها في البر والبحر والجو، والعمل على تقليل الانبعاثات الضارة لأنشطة القطاع الصناعي وجعلها أكثر أمناً وحماية للبيئة. وهي بمجملها إنجازات ومكاسب لحكومة صاحب السمو الأمير رئيس الوزراء ونقلة نوعية في مختلف مظاهر الحياة في مملكة البحرين التي تواكب الحاضر وتتطلع نحو المستقبل عبر السعي الدائم للدور الريادي للمنجزات الوطنية لتبقى على خارطة الإبداع والحضور الدائم لها، وعسى أن تعمل هذه المشاريع على بناء أواصر المحبة بين البحرينيين وقيادتهم الحكيمة الرشيدة. إن الشجرة والإنسان صنوان لا يفترقان منذ الأزل ولا يزالان، وقد عُرفت البحرين قديماً باسم «بلد المليون نخلة» لكثرة ما بها نخيل وأشجار، فالشجرة تجسد الأمل والسلام والإنسان محقق الأمل وراعٍ للسلام، ومن أهم مزايا وجود الشجرة في البلاد هو امتصاصها لغاز ثاني أوكسيد الكربون وفي تخفيف حدة الاحتباس الحراري وإنتاجها للأوكسيجين وهو العنصر الأساس للصحة والسلامة العامة للبشر. ويقول الخبراء «إن الشجرة متوسطة الحجم والعمر تنتج ما يكفي حاجة أربعة أشخاص من الأوكسجين وهي المادة الضرورية للحياة ولبيئة سليمة معافاة». ولتحقيق هذا الهدف فالحكومة البحرينية تسعى جاهدة إلى زيادة الرقعة الخضراء.