الخندق الإرهابي الذي دخلت إليه مملكة البحرين بشعبها الوفي ورجال أمنها المخلصين بدأت تلمح ضوء نهايته وتتجاوزه، لثام حقوق الإنسان الذي يخبئ وراءه وجه أجندتهم الإرهابية الهادمة ومخططاتهم السياسية الانقلابية قد بدأ ينكشف ويتجلى وسيماط قريباً ليكشف الوجه الحقيقي لهم على المستوى الإقليمي والدولي.
سيماط اللثام قليلاً كما أشرنا في المقال السابق وأخذت تكشف بعض الأكاذيب وتتضح الصورة ولو بالشيء القليل عبر حادثة نائب رئيس كتلة الوفاق بمجلس نواب 2006 السابق خليل المرزوق والمواطن البسيط من سنابس الذي طالب بحل الأزمة الأمنية في البحرين وقتها، والتي سببها شحن الوفاق لنفوس المواطنين البسطاء وتحريض الشباب وهو الحصاد البرلماني الذي حصدوه من ملفات سياسية تفننت الكتلة في طرحها تحت قبة البرلمان لإثارة الفتن وتصفية الحسابات بدلاً من الالتفات إلى شأن المواطن البسيط والاهتمام بمطالبه المعيشية والأمنية، وقد كان ذلك في 20 ديسمبر من عام 2008، وكان موقفاً جريئاً جداً حينها، حيث لم يستوعب أحد أن يصدر الكلام الموجه ضد الوفاق من مواطن من الطائفة الشيعية، والتي دائماً ما تروج فكرة عامة أن جميعهم خاضعون للوفاق وأنه من المستحيل أن ينتقدوها ويهاجموها بعلانية وأمام الملأ ومن منطقة السنابس تحديداً، والحادثة الأخرى التي حصلت بين مواطن من منطقة السنابس أيضاً ورئيس جمعية الوفاق علي سلمان في العام الحالي 2012 وتحميله للأخطاء التي ارتكبت خلال أزمة البحرين المؤسفة الماضية والتي دفعت الطائفة الشيعية بأكملها لدفع الثمن.
بالأمس القريب أخذ مشهد تحرر مملكة البحرين من دجلهم السياسي يتسع أكثر وسطر التاريخ البحريني في نضاله ضد المد الإرهابي تاريخاً جديداً يحسب له في مرمى الدفاع عن الوطن ضد العابثين بأمنه والراغبين في بيعه للخارج “19-9”.
أي 19 من شهر سبتمبر الحالي تحررت مملكة البحرين من “عشم ابليس في الجنة”.. من “عشمهم” في نيل ولو جزء من كعكة الوطن التي أرادوا تقاسمها عن طريق نحرها بسكين الإرهاب، ومن يستقرئ ردود الفعل وكتاباتهم على أدوات التواصل الاجتماعي فيما بعد جلسة جنيف سيجد أن البعض من غيظه قد أخذ يميط اللثام عن وجهه بالإساءة للبحرين بشكل مباشر وعلناً وبأي طريقة كانت، وبمحاولات عدة تشفي غليل ما بداخلهم، فأخذت الصورة تتضح للجميع أكثر بأن الهدف الأساسي من كل تحركاتهم لم يكن لأجل أي مبادئ إنسانية أو حقوقية إنما الإساءة لسمعة المملكة مهما كان الثمن حتى أخذنا نفطن -ونحن نتابع ما يجاهرون بكتابته- عبارة “الغاية تبرر الوسيلة!!”.
ما حدث في مؤتمر جنيف لم يحرر البحرين من كل الأقاويل المغلوطة والاتهامات الخادعة والقصص المضللة التي كانت تشبه إلى حد كبير القصص الخيالية، والتي بالغت وتجاوزت الواقع البحريني إلى واقع أقرب ما تكون أحداثه شبيهة بما يجري في الحروب العالمية الكبيرة فحسب؛ بل حررها وحرر شعبها الذي طالت حسرته وامتد قهره شهوراً طويلة جراء الفبركات الإعلامية والنعت الخاطئ الذي يطال وطنه على مستوى إقليمي ودولي.. حررت مملكة البحرين من مبررات رمي المولوتوف وحرق رجال الشرطة وقتلهم.. حرر شعب البحرين من لقب “بلطجية النظام” و«طبالة الحكومة».. حرر دم شهيدتنا الطفلة عسل العباسي التي اغتصبت منها سيارة إسعاف كان من المفترض أن تهب لنجدتها وإنقاذها ونقلها إلى مجمع السلمانية الطبي، والذي حول في تلك الأيام إلى ثكنة عسكرية لتصدير الإرهاب العلني.. حرر الشهيد المراهق أحمد الظفيري الذي قتل بحروق بليغة وكانت نيته تحرير شارع منطقته السكنية الذي سد بالإطارات الحارقة حتى لا يعيق مرور الناس.
حرر شهداءنا من رجال الأمن البواسل الشرطي أحمد المريسي الذي دهس بقرية المعامير وفاروق البلوشي وكاشف منظور اللذين عرض فيديو لهما وهم يدهسون مراراً وتكراراً بسيارة عابثة بأجسادهم وحياتهم.. حرروا من أخدوعة أن جثتهما مجرد دمية شاركت في مسرحية حكومية مفبركة.
تحررت مملكة البحرين من نعيق البعض على التويتر والذي أخذ يستمر في ترديده حتى بعد انتهاء جلسة مؤتمر جنيف بادعاء أن النظام يعمل خارج نطاق الكون.. تحررت حكومة البحرين من لقب “الحكومة الوردية”.. تحررت الطائفة الشيعية بأكملها منهم ومن التحرك تحت مسمى المظلومية والاضطهاد لهم، تحرر الشعب جميعه من ادعاءات تمثيل الإرادة الشعبية والغالبية العظمى وجعلها شماعة وعذراً في مهرجانات الفوضى.
تحررت التغطيات الدولية من الدجل السياسي والسحر الحقوقي المدسوس بداخله الإرهاب.. تحررنا كمواطنين من مكابرتهم الدائمة بعدم الاعتذار والاعتراف بفشل مخططهم الانقلابي ومحاولة إنكار ما قاموا به ومن وجود أياد خارجية تديرهم وتمولهم.. تحررنا من مسرحية الانتهاكات والقمع المفرط ومعاقبة المدافعين عن حقوق الإنسان الذي يتعرض له نشطاء هم بالأصل نشطاء الفتن والتحريض الطائفي ومدافعين عن حقوق بني جلدتهم السياسية الوفاقية الهوى فقط.
- نبض أخير..
اعتماد المفوضية السامية لتقرير حكومة البحرين لحقوق الإنسان بجنيف نصر من الله، وحق على باطل من يعتقدون أن دجلهم السياسي معارضة، علينا بشكر الله وبحمده على هذه النعمة واستغفاره من كل ذنوبنا والابتعاد عن مظاهر الرياء، تلك نعمة الله فلنحفظها ونشكره عليها بحسن العبادة لا بالمعاصي!!