تكررت كلمة العدو على لسان “الحلف الإيراني” مرتين خلال يومين فقط، الأولى عندما أعلن رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال “مسعود جزائري” يوم الثلاثاء 31 يوليو 2012 أن بلاده: “لن تسمح للعدو بالتقدم في سوريا، لكنها لا ترى ضرورة للتدخل في الوقت الحالي.. سنقرر وقتاً للظروف كيف سنساعد أصدقاءنا والمقاومة في المنطقة، ولن نسمح للعدو بالتقدم”، والثانية في خطاب المجرم الأسد المسجل الذي بث يوم الأربعاء الأول من أغسطس بمناسبة تأسيس الجيش السوري في عيده السابع والستين وعبر مجلة “جيش الشعب” قوله إن: “الجيش السوري يخوض معارك بطولة وشرف ضد العدو، يتوقف عليها مصير الشعب السوري والأمة”.
فمن هو هذا العدو الذي يقصده هؤلاء، والذين لم نجدهم أبطالاً على شعوب مقهورة مغلوبة خرجت تطالب بالتحرر من العبودية، وجبناء أمام حدود عدو مزعوم خدموه طيلة حكمهم!! ومن هو هذا العدو الذي يخوض فيهم المجرم الأسد معاركه البطولية، والتي صار يتوقف عليها مصير الأمة!! ومن هو هذا العدو الذي قويت شوكته حتى دفعت هذه الدول إلى الصراخ والعويل والاستنجاد بكل ما لديهم من أعوان وأتباع!! بعد أن رأوا أن المدن الكبرى قد آذنت بالخروج من سيطرتهم، رغم تآمر المنظومة الإرهابية كلها على هذه العدو، ومنعه من التسلح، والسماح لهذا الحلف أن يدخل الأسلحة كيفما شاء لكي تبيد هذا العدو!! لا وبل تواصل هذه الدول الكذب وتشويه الحقائق، كما نقلت قناة أمريكية عن وصول صواريخ أرض جو للجيش الحر، بينما نفى الجيش الحر هذه الأخبار جملة وتفصيلاً.
ولنعرف هذا العدو الذي قصده هؤلاء لا بد أن نعود لعقيدتهم، وهي ليست طائفية كما سيقول البعض، ولكن هي الخطوة الصحيحة حتى نعرف هذا العدو، فهم يرون أن كل من لا يعتقد بعقيدتهم كافر تجب معاداته والبراءة منه.
وهذا يفسر حصول الجرائم التي أقدم عليها هؤلاء في العراق وسوريا ولبنان وإيران، ومن هو العدو الذي يواجهونه، وينتهكون عرضه ويقتلون أطفاله ويذبحون شيوخه وشبابه، ويحرقونه وهو حي، لا لشيء إلا لأنهم يتقربون إلى الله تعالى بقتلهم، قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر، ولم تقم ثائرتهم إلا بعد محاولة الشعب السوري الدفع عن نفسه العبودية التي عاشها طيلة نصف قرن من الزمن، تحت نير هذا العدو الذي لم يفكر في يوم أن يخوض حرباً ضد اليهود والنصارى، وإنما عاونهم في احتلال العراق وأفغانستان، كما فعل حافظ الأسد الذي أرسل ثلاثين ألف جندي سوري لمشاركة الدول الغربية حربهم على العرق عام 1991م، وكما فعل الإيرانيون الذين سلموا العراق على طبق من ذهب للمحتل الأمريكي.
وأما إنكار الإيرانيين تدخلهم في سوريا والادعاء بأنهم لم يتدخلوا في سوريا، رغم تدخلهم من أول يوم في محاولة وأد الثورة، فلا عجب لأن دينهم يقوم على الكذب والتقية وإخفاء الحقائق، التي نسفها تصريح اللواء “إسماعيل قائاني” نائب الجنرال سليماني القائد العام لفيلق القدس الذي أكد وجود إيران في سوريا، كما يفعل نصر الله نفس الشيء، والذين يقاتلون جميعاً عدوهم الشعب السوري في مدينة حلب، وبقية المدن السورية!!
وحديث المجرم الأسد عن مصير الأمة المهددة، فهو يقصد به أمة المجوس التي تحاول تصدير شذوذها إلى العالم، والمهددة اليوم بانتصار “عدوهم” الشعب السوري على حليفهم الأسد، الذي من شأنه أن يقضي على حلمهم هذا إلى أبد الآبدين، كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي أطفأ نارهم من قبل!!
وهذا يتوجب على علماء الإسلام اليوم أن يبينوا حقيقة ما يجري في سوريا من تكالب هؤلاء على الشعب المسلم، عدوهم الحقيقي، يدفعهم إلى هذا عقيدتهم الفاسدة، وأن يقفوا بوجههم كما وقف العلماء والحكام من قبل، لا أن ندفع عن أنفسنا طائفية هم يعلنوا عنها بكل وقاحة، ويشنونها حرباً طائفية على “عدوهم” الشعب السوري المسلم!!