وقعت إيران في عدة مشاكل قد تقصم ظهرها آجلاً أم عاجلاً، نتيجة التعاطي الأمني مع كافة مشاكل الدولة والمجتمع. تبحث طهران عن طرق حديثة وتدفع ثمناً باهظاً لكتم أسرارها، ولكن لسوء حظ النظام الإيراني يحدث هذا في زمن عولمة المعلومة.
صدق أو لا تصدق! نرى الدولة الفارسية على وشك الانهيار وذلك بناء على الرياضيات وعلم الإحصاء. الدولة الفارسية تماطل الموت.
الانتحار وانخفاض نسبة عمر المراهقين الذين يمارسون الجنس وحوادث المرور والبطالة والأمراض القاتلة والطلاق وانخفاض نسبة الزواج وهروب العقول ومجموعة مشاكل أخرى على الصعيدين السياسي والاقتصادي في كلا المستويات الداخلية والخارجية يبدو أنها سوف تقصم ظهر طهران لا محال.
ما يحدث اليوم في جمهورية إيران الإسلامية عبارة عن حركة إلى الخلف وليس إلى الأمام كما يروج لها في الإعلام الحكومي الفارسي. يعتقد الخبراء في الشأن الإيراني أن دولة إيران على وشك الانهيار حسب إحصائيات رسمية صدرت من قبل أكبر المؤسسات في العاصمة طهران.
في هذا السياق نلقي بنظرة على بعض الإحصائيات وتصريحات كبار مسؤولي الدوائر الحكومية وكذلك الصحف الإيرانية التي تنشر في داخل البلاد.
رئيس هيئة الطب الشرعي أحمد شجاعي في مقابلة مع صحافي من موقع “فرارو” الإيراني، قال: “ارتفعت نسبة الانتحار 17% مقارنة بالعام الإيراني الماضي”، ومن جهة أخرى قال قائد قوات الأمن الداخلي اللواء أحمدي مقدم إن “نسبة الانتحار فاقت الضعف مقارنة بجرائم أخرى تحدث في البلاد كالقتل”. وفي السياق نفسه قدم الموقع ذاته تقريراً يحتوي على معلومات وشواهد أخرى يستدل من خلالها على أنه “نظراً للتعقيدات الثقافية في البلاد، فهناك أكثر من 75% من نسبة الانتحار لم يتم التصريح عنها من قبل ذوي المنتحرين، وبالتالي لم تسجل كحالة انتحار، مما يوحي بارتفاع معدل الانتحار أكثر بكثير مما تم التصريح به من قبل بعض المسؤولين آنفاً”. كما نشرت كل من صحيفة “شرق” وموقع “فرارو” تقارير في الثاني من مايو 2012 تفيد بأن نسبة 10.5 أشخاص يومياً ينتحرون في إيران وذلك حسب إحصائيات نشرتها الصحيفة نقلاً عن لسان مسؤولين في دوائر السلطة القضائية وكذلك عن لسان “سيد مهدي حسن زادة” رئيس “لجنة الوقاية ومنع الانتحار” في وزارة الصحة.
من جهة أخرى، قال رئيس جمعية الأطباء المتخصصين في إيران الدكتور “ايرج خسرو نيا” إن 21% من سكان إيران يعانون من اضطرابات نفسية نتيجة الضغوط الاقتصادية وعوامل عديدة أخرى، وفي هذا السياق قال الدكتور عباس علي ناصحي رئيس قسم الصحة النفسية في وزارة الصحة إن 26% من الرجال، و15% من النساء، يعانون من اضطرابات نفسية حسب موقع “مردمك” وعدة صحف إيرانية أخرى.
كما تحدث وزير الصحة الأسبق الدكتور كامران لنكراني في مقابلة خاصة مع موقع “سلامت” حيث كشف خلال حديثه أن أكثر من 70 ألف حالة مرض السرطان يتم تسجيلها سنوياً في دوائر الوزارة بجميع المحافظات.
وعن حوادث المرور فحدث ولا حرج، وفي هذا السياق تحدث غدير مهدوي رئيس مركز أبحاث التأمين في “شركة إيران للتأمين” إحدى أكبر شركات التأمين في إيران وذلك في مقابلة خاصة مع موقع “إيلنا “ الإخباري وقال إن “جمهورية إيران الإسلامية تقع في المركز 189 من بين 190 دولة في العالم في عدم رعاية قوانين وقواعد المرور من قبل المواطنين، الأمر الذي يؤدي إلى سقوط ضحايا بشكل يومي وتزايد عدد الموتى والجرحى”. ويضيف مهدوي “البلد الوحيد الذي استطاعت إيران أن تسبقه هي جمهورية سيراليون الأفريقية حسب الإحصائيات العالمية والإيرانية”.
وفي أرقام صرح بها غدير مهدوي، أن من بين 531 ألف حادثة مرور في البلاد خلال العام الإيراني الماضي قتل 23 ألفاً و200 شخص كما جرح في تلك الأحداث 312 ألف شخص.
وعن الطلاق، قالت معصومة آباد رئيسة لجنة الصحة في مجلس بلدية طهران إن “جمهورية إيران الإسلامية تقع في المركز الرابع على المستوى العالمي في تسجيل حالات الطلاق وفشل الحياة الزوجية حيث يراجع 2000 زوج يومياً المحاكم لتقديم أوراق وإملاء استمارات الطلاق”. وجاء تصريح آباد في مؤتمر صحافي قابلت من خلاله إعلاميين إيرانيين حيث أقيم المؤتمر الشهر الماضي ونشر حديث معصومة آباد في عدة صحف ومواقع فارسية.
من جانبه، قال أسد الله جولائي رئيس صندوق الدية أنه “خلال العامين الماضيين حدثت 20 ألف حالة طلاق على إثر عدم تسديد مهور الزوجات من قبل أزواجهن”. وحسب إحصائيات هيئة النفوس الإيرانية خلال العام الماضي الإيراني “حدثت أكثر من 142 ألف حالة طلاق في البلاد”.
وأما عن البطالة، لا أستطيع أن أقدم إحصائية نتيجة التصريحات المتناقضة من قبل المسؤولين الإيرانيين عن البطالة التي تتراوح بين 25% إلى أكثر من 50%.
وأما عن هبوط معدل نسبة عمر ممارسة الجنس لدى الإناث والذكور، فقد نشرت صحيفة “مردم سالاري” واسعة الانتشار في إيران وذلك في عددها الصادر يوم الخميس 19 يوليو 2012 تقريراً مطولاً نشرت من خلاله “شتى دلائل ممارسة الجنس عند المراهقين، وهبوط نسبة معدل ممارسة الجنس الذي وصل إلى الـحادي عشر من العمر لدى الإناث والذكور”، وذلك نقلاً عن حديث الدكتور كلزاري رئيس قسم علم النفس في جامعة العلامة الطباطبائي.