الإنجليز دائماً ما يبدؤون الحديث مبكراً عن اللقاءات الكبيرة في الأدوار المتقدمة وكأن الفريق ضمن تجاوز ليس الدور الأول فقط، وإنما ثمن وربع النهائي، وربما المباراة النهائية، وهو الفريق الذي وضعته مكاتب المراهنات في الصفوف الخلفية للظفر بالبطولة كواحد من أقل الفرق حظوظاً للفوز بكأس البطولة بالرغم من امتلاكه لواحد من أقوى المنافسات الكروية العالمية. عموماً هذه هي عادة الإنجليز دائماً التكبر، الغرور والكبرياء الكروي الذي يأتي في غير محله.. في مايو من العام 1904 عقد اجتماع لتأسيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، حضره ممثلون عن عدة دول أوروبية هي فرنسا، هولندا، سويسرا، السويد، بلجيكا والدانمارك. وبالطبع غاب عنه الإنجليز وممثلو الجزر البريطانية لأنهم اعتبروا أن لا حاجة لهم بمثل هذا الاتحاد، وأنهم ارفع مستوى من الجميع. وفي العام 1919 واجه «الفيفا» تصلباً إنجليزياً آخر إذ رفض اتحاد كرة القدم في لندن أن يقيم الحلفاء علاقات رياضية مع أعداء الأمس بالإشارة إلى ألمانيا، المجر والنمسا. وواصل الإنجليز تعنتهم وغرورهم ففي العام 1920م ازداد الموقف إحراجاً عندما انسحبت إنجلترا من الاتحاد الدولي والتخلي عن عضوية «الفيفا» احتجاجاً على اندماج الفريق الألماني في عضوية الاتحاد الدولي. بعد الحرب العالمية الثانية تخلى الإنجليز عن كبريائهم عندما قرروا المشاركة في بطولة كأس العالم الرابعة بعد انتظار دام 20 عاماً. وافتتحوا مبارياتهم في البطولة بفوز سهل على تشيلي 2/صفر ولكن الغرور كان سبباً مرة أخرى في خسارتهم المفاجئة أمام الفريق الأمريكي 1/صفر.. وانتظر الإنجليز حتى البطولة الثامنة والتي نظمت على أرضهم وبين جماهيرهم التي بدا عليها الرعب من ضعف قدرات الفريق المشارك، فهي فرصة العمر التي لا تعوض لتحقيق الحلم وإثبات أن الكرة الإنجليزية قوة كروية عظمى.. حقق الإنجليز المراد وفازوا بالكأس الأولى والأخيرة حتى الآن ولو بهدف اعتبر لغزاً لم تفك طلاسمه حتى الآن، بعدها غاب الفريق عن منصات التتويج العالمية.. ومن خلال مشاركات الفريق السبع فى كأس الأمم الأوروبية فلم يجني منها أفضل من المركز الثالث فى العام 1968. واليوم يدخل الفريق الإنجليزي منافسات كأس الأمم الأوروبية بعيداً عن الترشيحات لنيل اللقب الغائب عن خزائنه وبالرغم من أن الفريق يمتلك بين جنباته لاعبين متحمسين يشكلون مجموعة متجانسة وفي مقدمتهم النجم وين روني - جيرمين ديفو - ستيفان جيرارد - جون تيري والكثير من النجوم.. إلا أن أغلب خبراء اللعبه يأكدون بأن مدرب الفريق الجديد «روي هودسون» قد يكون الحلقة الأضعف أمام تطلعات الفريق لاقتناص اللقب الاول - فبعد أن استبعد المدرب المدافع الحديدي «ريو فردناند» الذي يصعب عليه «التعايش» مع القائد السابق جون تيري في خط الدفاع بعد اتهام الأخير بتوجيه كلمات عنصرية إلى شقيق فرديناند والتي كانت وراء سحب شارة القائد منه، وتعيين ستيفن جيرارد قائداً للمنتخب.. فقد بدا جلياً من خلال المباريات الودية عدم وضع المدرب الجديد الخطط المناسبة لخوض البطولة وهو في المواجهة الأصعب في مشواره التدريبي الذي يتطلع من خلاله إلى قيادة الإنجليز إلى اللقب الأول. فهل يستطيع هذا الفريق تحقيق اللقب الحلم الذي عجزت عنه أجيال سابقة؟ ربما يكون له هذا بشرط التخلي عن غروره غير المبرر والتركيز على احترام الفرق الأخرى.. عندها سيكون له شأن آخر. [email protected]