تقرير مخيف أصدرته وزارة الصحة الفلسطينية، حول عدد ضحايا هجوم القوات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ بدء العدوان عليها في السابع من أكتوبر 2023، حيث بلغ عدد الضحايا 42924 شخصاً، فيما بلغ عدد المصابين 100833 مصاباً خلال الفترة المذكورة.وبحسبة بسيطة، فإن عدد الضحايا -استناداً إلى الإحصائية - بلغ 3577 شخصاً شهرياً، أي قرابة 120 شخصاً من أهالي غزة يتوفون يومياً، نحسبهم عند الله من الشهداء، أما المصابون فإن الإحصائيات تشير إلى أن عددهم في الشهر الواحد يقارب من 8403 مصابين، أي 280 مصاباً في اليوم الواحد فقط، وتلك الأعداد مرشحة للارتفاع ولا حول ولا قوة إلا بالله.هذه الإحصاءات المرعبة تؤكد على أن الكيان الإسرائيلي مستمر في تنفيذ هجمات غاشمة وعشوائية على كل شعب غزة، وليس ضد عناصر «حماس» كما تدعي إسرائيل، بدليل أن تلك الأعداد الكبيرة من الضحايا والمصابين لا ينتمون جميعاً إلى «حماس»، بل هم مواطنون عاديون، وكثير منهم من كبار السن والنساء والأطفال، ولكن الترسانة العسكرية الإسرائيلية لا تفرق بين هم من «حماس» أو من عامة الشعب، وهو ما يؤكد أن حرب إسرائيل ليس على فئة محددة، بل على شعب غزة وفلسطين عموماً.ونفس الأمر الآن ينطبق على الجمهورية اللبنانية وتحديداً جنوبها، والتي تشن إسرائيل غاراتها لاستهداف عناصر من حزب الله، وهذا ما تدعيه وسائل إعلامها للعالم، ولكن في حقيقة الأمر، فإن الهدف ليس اغتيال عناصر هذا الحزب الإرهابي فقط، وإنما استهداف عموم الشعب اللبناني في المنطقة الجنوبية، وهذا ما يفسر سقوط مئات القتلى والجرحى خلال الأيام القليلة الماضية، وبالطبع ليسوا جميعاً من حزب الله.إن جهاز «الموساد» الإسرائيلي بما يملكه من شبكات تجسس قوية، قادر على كشف أماكن تواجد عناصر حزب الله أو «حماس»، وقادر على استهدافهم كما فعلت مع حسن نصر الله ويحيى السنوار، وغيرهما، بمعنى آخر أن إسرائيل ليست عاجزة عن إيجاد العناصر التي ترغب في استهدافها، سواء في لبنان أو في فلسطين أو في أي مكان آخر.ولعل التفسير الأقرب لما يحدث في اعتقادي هو تعرض حكومة نتنياهو لضغط كبير بسبب استمرار الحرب، وحصدها مزيداً من الأرواح الإسرائيلية، سواء من قتلى أو مصابين أو حتى رهائن، لذلك فإن الجيش الإسرائيلي يستهدف وبشكل عشوائي عامة الشعب في غزة وفي جنوب لبنان، لتخفيف الضغط عن حكومة نتنياهو، ولكن تلك العشوائية هي ما يمكن أن نطلق عليها إبادة جماعية، وهو أمر ليس مستغرباً أو جديداً على الدولة الإسرائيلية، فمن يستطيع إيقاف إسرائيل عن هذا الإرهاب الذي تمارسه بحق شعوبنا العربية؟ وهل سنشهد توسعاً في عملياتها العسكرية باتجاه دول أخرى؟.