شنت إسرائيل فجر السبت الماضي هجوماً محدوداً على إيران وذلك للرد على الهجوم الذي قامت فيه طهران بتاريخ 1 أكتوبر على تل أبيب وذلك انتقاماً لعدد من الشخصيات المحسوبة ضمن وكلائهم في الشرق الأوسط أو كما تسميهم «محور المقاولة».
.
وقبل هذه الأحداث شهدت منطقة الشرق الأوسط تحولات كبيرة منها اغتيال شخصيات قيادية ضمن المليشيات التي أسستهم إيران ودعمتهم، ومنهم من حزب الله أو من «حماس» أو من الحرس الثوري الإيراني، وهذه الأحداث شكلت متغيرات جوهرية في المشهد السياسي، حيث تم وصف ذلك بأنها الخطوة الأبرز التي تقوم فيها إسرائيل للتخلص من الأذرع الإيرانية.
.
وكان إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقال تركيز المعارك إلى لبنان هي نقطة محورية في تغيير وجهة النشاط الدبلوماسي الدولي من غزة إلى لبنان، حيث وصف المحللون والمراقبون بأن هذه الخطوة حققت مكاسب مهمة لتل أبيب بتخفيف الضغط على الجرائم التي ارتكبتها في غزة، غير أن البعض رأى بأن هي تحول مهم قد يؤدي إلى حرب شاملة ومدمرة في الشرق الأوسط.
.
وبالتالي وفق ما يدار في الساحة حالياً هو أن إيران وإسرائيل لا يزالان يلعبان على خطوط اشتباك لا تذهب إلى حرب إقليمية، والدليل على ذلك هو عدم التصعيد الكبير من الجانبين، فالأول اختار ضرب صواريخ بالستية بعيدة المدى وتأثيرها محدود جداً، والثاني كانت هجماته عبارة عن أهداف غير مؤثرة على مجرى القرار الإيراني في دعم الأذرع أو إيقاف الحرب في غزة أو لبنان.
.
الخلاصة، أن ما يجري يحمل اتجاهين لا ثالث لهما هو إما يعتبر بداية النهاية من خلال الاتفاق على قواعد الاشتباك وعدم الانجرار إلى تصعيد يؤدي إلى حرب إقليمية غير محسوبة التكاليف، أو الذهاب إلى ما هو أكبر وتهيئة ساحة المعارك لتكون جزءاً من تصفية حسابات دولية والدخول في متاهة تحتاج المنطقة للخروج منها عقداً من الزمن.