يحرص سيدي جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه خلال اللقاءات والمناسبات الوطنية على إيصال بعض الرسائل الإنسانية التي تعكس رؤية مملكة البحرين في تعاطيها مع القضايا والأزمات الدولية عبر نشر ثقافة السلام والتعايش بين الشعوب.
.
وفي هذا الصدد قال سيدي جلالة الملك المعظم أيده الله ورعاه بالتحديد في الكلمة السامية في افتتاح دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الرابع «إن مملكة البحرين كانت ولا زالت وستظل تمد يد التعاون والسلام لجميع الدول، وتدعو دوماً إلى علاقات دولية تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهو الأمر الذي يستوجب في هذه المرحلة المحافظة على استقرار المجتمعات وتقدمها»، حيث تعبر هذه الكلمات على النهج المتزن لسيدي جلالة الملك المعظم والانفتاح إلى فتح مسارات للحوار تكون القاعدة الأساسية فيها هو الاحترام بين جميع الأطراف.
.
كما أكد جلالته خلال تسلمه التقرير السنوي لأعمال مجلسي الشورى والنواب لدور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي السادس «أن المملكة تسعى دائماً إلى أن يعم السلام والاستقرار والرخاء كافة المجتمعات الإنسانية، وستمضي قدماً في نشر رسالتها الداعية للسلام والتقريب بين الشعوب في المحيط العربي والإسلامي والعالمي، انطلاقاً من إيمانها العميق بأن السلام هو الركيزة الأساسية لنهضة الدول وتقدم المجتمعات»، إذ جاء هذا التأكيد في ظل ما تشهده المنطقة من منعطفات حساسة وخطيرة على كافة المستويات، حيث كانت رسالة سيدي جلالة الملك المعظم صريحة بأن البحرين ستظل تدعم وتسخر كافة الإمكانيات في إيصال الرسالة التي لا يختلف عليها جميع الأطراف وهي السلام مقابل نهضة الدول وشعوبها.
.
ولا يفوتنا في هذا المجال، فقد كان خطاب سيدي جلالة الملك بمناسبة انعقاد مؤتمر القمة العربية في الأردن عام 2001، خطاباً استشراقياً بامتياز عندما قال «لنا وطيد الأمل بأن القمة المباركة ستتوصل بإذن الله إلى إجماع فعال بشأن القضايا القومية المطروحة أمامها، وذلك بإقرار تفعيل التضامن العربي ودفع مسيرة التكامل الاقتصادي إلى ما تقتضيه المصالح العربية المشتركة، لبلورة موقف عربي لدعم مسيرة السلام الشامل في الشرق الأوسط بما يضمن الاستقرار والأمن لسائر شعوب ودول المنطقة»، ليعبر خطاب سيدي جلالة الملك المعظم رؤية استباقية، ويؤكد النظرة الثاقبة لمقتضيات القضايا في وطننا العربي؛ مما يتطلب التحرك الفعال للتكامل المشترك بين شعوب الشرق الأوسط.
.
خلاصة القول، إن خطابات سيدي جلالة الملك المعظم كانت بالحقيقة نظرة واقعية لما يجري من أحداث وما يستوجب القيام به من تحركات فعالة صادقة لاحتواء هذه الأزمات والصراعات التي تكلف العالم الأرواح وتهدم المجتمعات، حيث عبرت كلمات جلالته عن مسار يهتم بالإنسان أولاً بعيداً عن أي اعتبارات أخرى.