أي حرب أياً كان أطرافها هي قذرة بالضرورة، ربما ما هو أخطر من التدمير هدف كي للوعي، هذا يعني أن إسرائيل تعكف على تدمير فكرة إزالة إسرائيل من وعي ولا وعي كل عربي ومسلم أو متعاطف بالقوة والبطش.إن تعرض العرب لهذا النوع من كي الوعي حصل في 1948 و1967 و1973 ويحصل الآن في هذه اللحظة 2024، ويبدو أننا نشهد آخر حروب التحرير، بعد أن تضع الحرب أوزارها لن يكون هناك حديث عن تحرير فلسطين من النهر إلى البحر وسينحصر الموضوع في المفاوضات من أجل حل الدولتين أو الجهود الدبلوماسية، إلا أن حل الدولتين أصبح أبعد بكثير مما كان عليه قبل 7 أكتوبر.
.
كي الوعي سيصيب القوميين واليساريين والإسلاميين وبقية الجماعات في الشرق الأوسط بحالة من الضياع وانعدام البوصلة واكتئاب خطير للأفراد كما حدث بعد 1967. والمتابع للحركة الفكرية سيجد أن الدراسات المسحية ومحاولة إعادة تأسيس الحداثة بنقد الموروث وتحليل العقل العربي كالدراسات التي قام بها «أدونيس» و«محمد عابد الجابري» و«حسن حنفي» وغيرهم جميعها طرح بعد هزيمة 1967 التي استفزت العقل العربي، وربما 2024 ستستفز شريحة أكبر من المفكرين العرب والمسلمين في محاولة للملمة أشلاء ما تبقى من عقل عربي من خطر الضياع الداهم وتجنب المزيد من الهزائم ومحاولات كي الوعي بالعصا والقوة، وهذا ما يرفضه الجميع، إلا أن علينا أن ندرك أن الحرب الثقافية لا تقل شدة وتعقيداً من الحروب العسكرية، وتحتاج إلى جهود أكبر بكثير من المجهود الحربي.
.
حفظ الله العرب والمسلمين، وعسى أن نعي أنه من غير المعقول والمقبول أن يلجأ العرب إلى إبادة بعضهم البعض وكي الوعي فيما بينهم على خلفية من هو الشريف ومن هو الخائن ..!