عندما يوفر الوطن العيش بأمن وأمان، ويعطي فرصاً ثمينة لخلق مستقبل للأجيال الحالية والقادمة، ويحافظ على حياة المواطن من مأكل ومشرب وصحة، وتكون الخطط الوطنية تحقيق الرفاهية لشعبه، فإن هذا الأمر محل «حسد» على ما ننعم فيه من «خيرات»، وللأسف رغم كل ذلك لتأتي النفوس الشر في المنابر التي سيرتها دول معادية لتزرع السموم في أدمغة لا تفقه بما يدور حولها من مؤامرات وخطط تحاك ضدها.
لنتكلم بعقلانية بعيداً عن المثاليات، وكلام من القلب، العالم يمر بمتغيرات عديدة ومشاريع تقسيم للشرق الأوسط وهي واضحة فالقوى المعادية قد باعت أتباعها ليستمر نظامها المارق، فهل تعتقد بأنها لن تبيع أتباعها في كل قطر من أقطار العالم لتبقى؟
متى تستوعب العقول المؤدلجة على حب رموز الفتنة وتجار الأزمات بأن ما يجري حالياً هو غربلة لجميع القيادات وتغيير جلد الثعبان لتعود بشكل حديث تواكب متغيرات النهج الجديد للعالم، فلا يعقل أن تكون هذه الرموز التي استعبدتموهم ووضعتم الآمال حولها أن تستمر في ظل موجة التغيير؟
أنا أتحدث بصوت العقل والمنطق، فأنتم الآن تملكون وطناً وتملكون ترابها وهواءها، ولا تعيشون في ملاجئ، ولا تفترشون الشوارع، ولا تعانون بنقص في الغذاء أو العلاج، ورغم كل ذلك فأنتم لا زالت عقولكم تقدس رموز وتجار الأزمات، أليس الأجدر بكم بأن تنظروا للواقع بحيادية ووضوح بعيداً عن تشويش العقول.
وكما معلوم بأن السياسة لها اختصاصاتها وعملها وللشعوب الحق في التعبير عن رأيها وفق ما يقتضيه الدستور والصالح العام، ولكن أن يقوم أفراد بافتراش الأرض والظهور في مسيرات وتعطيل الحياة العامة لصناعة مادة إعلامية تفتقر للموضوعية والمصداقية ما هي إلا طعنة بحق الوطن والعرض من الخلف، فهذه ليس سمات المواطن الغيور على أرضه التي أعطته الحياة التي يتمناها أكثر من ملايين من المشردين حول العالم.
خلاصة القول، إذا كان هناك عقلاء فعليهم الجلوس مع أنفسهم للحظة واحدة فقط، والنظر للعالم من الخارج بضغطة زر عبر شبكة الإنترنت، وسترى أنك تعيش في أرض يتمنى أن يعيشها غيرك بل تعتبر له حلماً، فمن استأجرك ومن ساق لك أن البحرين ستسقط، فردنا ورسالتنا هي أن أرض الحضارة بها رجال عاهدوا الله وقائدها أن تكون دماؤهم فداءً لها، ونصيحتي هو أن تراجعوا أنفسكم قبل فوات الأوان، واتخذوا العبرة بمن سبقوكم في دول أخرى، أين كانوا؟ وما هي النهاية الحتمية لخونة الأوطان؟