في ظلّ ما تشهده المنطقة من تطوّرات خطيرة وأوضاع استثنائيّة؛ تتعاظم أهمّيّة الوحدة الوطنيّة واليقظة المجتمعيّة كعوامل أساسيّة للحفاظ على تماسك المجتمع البحرينيّ ووقوفه صفّاً واحداً كالبنيان المرصوص أمام كافّة التحدّيات. لطالما كان الانتماء العميق للوطن والحرص على حماية نسيجه الاجتماعيّ؛ كان ولا يزال حجر الزاوية الّذي جعل المملكة تتخطّى العديد من الصعاب.
التحدّي الأكبر الّذي نواجهه اليوم هو الوعي التامّ بالمخاطر المحيطة بنا، والّتي قد تحاول بعض القوى الخارجيّة استغلال هذه الظروف لإحداث الفوضى وزرع الفتن. لذلك؛ من الضروريّ أن نكون أكثر وعياً بما يحدث حولنا، وأن نتفادى الانجراف خلف العواطف الّتي قد لا تعكس الواقع، ورفض كلّ ما يعكّر صفو الأمن والإخلال بالنظام. إنّ الوحدة الوطنيّة والتكاتف المجتمعيّ هما المفتاح لعبور هذه المرحلة بسلام وثبات. علينا جميعاً أن نتحلّى باليقظة، وأن نلتفّ حول قيادتنا الرشيدة الّتي قادت الوطن بحكمة وبصيرة نحو تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار.
تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى
آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه اللّه ورعاه، استطاعت البحرين أن تتجاوز العديد من الصعاب من خلال تعزيز القيم الوطنيّة الراسخة، والّتي تمثّل جوهر الهويّة البحرينيّة الجامعة لأبناء الوطن في مواجهة التحدّيات الداخليّة والخارجيّة. فالتاريخ أثبت مراراً أنّ البحرين، بفضل القيادة الحكيمة لجلالة الملك المعظم، والتفاف أبناء الوطن المخلصين حول القيادة الرشيدة، تمكّنت من تحويل الأزمات إلى فرص، والمضيّ قُدُماً لتحقيق التطلّعات التنمويّة الّتي وضعها الملك المعظّم، أيّده اللّه، بما يضمن مستقبلاً مزدهراً ومشرقاً لمملكتنا الغالية والأجيال القادمة.
على نفس الخطى، تأتي الجهود المستمرّة لصاحب السموّ الملكيّ الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه اللّه، نحو تعزيز التنمية وتحقيق التطلّعات الوطنيّة؛ وذلك ضمن رؤية ترتكز على مفهوم العمل الجماعيّ وروح الفريق الواحد، وهو ما انعكس بوضوح في العديد من الإنجازات الّتي حقّقتها المملكة على مختلف الأصعدة محلّيًّا ودوليًّا، وما يميّز هذه الجهود هو الإدراك العميق لأهمّيّة التكاتف المجتمعيّ كعنصر أساسيّ لتحقيق الاستقرار والتنمية في الحاضر والمستقبل. فالتحدّيات الّتي نواجهها اليوم، سواء كانت اقتصاديّة أو سياسيّة أو أمنيّة؛ لا يمكن التصدّي لها إلّا بتضافر الجهود والعمل المشترك بين كافّة الأطياف.
وكما أشار الفريق أوّل معالي الشيخ راشد بن عبداللّه آل خليفة وزير الداخليّة الموقر، في تصريحه الأخير، إلى أهمّيّة اليقظة والوعي في ظلّ التصعيد الخطير الّذي تشهده المنطقة. وأنّ التماسك الوطنيّ والانتماء للوطن والحرص على الوحدة الوطنيّة الجامعة، الّتي اتّسم بها المجتمع البحرينيّ، كانت ومازالت هي الدعامة الأساسيّة الّتي تعزّز منظومة قيمنا الأصيلة والراسخة، والتأكيد على أنّ وحدة الصفّ والإحساس بالمسؤوليّة تجاه بعضنا البعض مطلب وطنيّ أساسيّ في هذا الوقت الحرج. وعلى الآباء والمدركين لخطورة الأوضاع الراهنة أن يتحمّلوا مسؤوليّاتهم في المحافظة على أمن الوطن ونسيجه المجتمعيّ المتماسك القويّ.
اليوم، وأكثر من أيّ وقت مضى، نحتاج إلى تكاتف الجميع حول القيّم الراسخة الّتي وحدت المجتمع البحرينيّ، تلك القيم الّتي تعزّز من انتمائنا للبحرين وولائنا لقيادتنا الحكيمة. إنّنا جميعًا، بمختلف أطيافنا، مسؤولون عن حماية هذا الإرث الأصيل، إرث الآباء والأجداد، وأن نكون على قدر من الوعي والإدراك لمواجهة أيّ محاولات لزعزعة استقرارنا أو تقسيم مجتمعنا، وأن نواصل بروح الإخلاص والعطاء والتعاون، ملتفّين حول قيادتنا الرشيدة، نحو مسيرة الخير والنماء، وتحقيق المزيد من الإنجازات الّتي تجعل من مملكتنا الغالية دائماً منارة للأمن والاستقرار والتنمية بين الأمم.