مع إطلالة يوم الثالث والعشرين من سبتمبر ينتشر عبق الفخر والاعتزاز والفخر، بيوم عظيم من أيام المملكة العربية السعودية الشقيقة، ذكرى اليوم الوطني، وتخليداً لملحمة الفخر، عندما استطاع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، ورجاله الأوفياء المخلصون توحيد المملكة، تحت راية لا إله إلا الله.
ومنذ إعلان توحيد المملكة في عام 1932؛ وضعت اللبنة الأساسية والأولى لمولد هذه الدولة العربية الفتية، التي استطاعت عبر عقود من الزمن أن تتحول إلى إحدى معجزات العالم، بما حققته من تقدم وإنجازات على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية، لتتحول هذه المملكة خلال فترة وجيزة إلى قائد كبير للعالمين العربية والإسلامي.
مسيرة دولة عظيمة لا يمكن قراءة سطورها إلا بمعرفة صاحب الإنجاز والفضل، الشاب عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الذي لم يتجاوز عمره آنذاك الـ26 عاماً، حيث انطلق من الكويت على رأس حملة متواضعة العدد، لينجح ورفاقه في الخامس عشر من يناير من عام 1902 في وضع اللبنة الأولى لهذا الكيان العظيم، بعد أن استعاد مدينة الرياض، وينادى به حاكماً وإماماً.
كثيرة هي القصص والروايات التي تؤرخ لمسيرة توحيد المملكة انطلاقاً من مدينة الرياض، حتى إنك قد تعتبر ما تسمعه وتقرؤه ضرباً من ضروب الخيال وقصصاً من قصص الأساطير، عدد بسيط من الأفراد يجوبون الصحراء المترامية، يجتازون الحصون ويحققون النصر بكل شجاعة وبسالة.
ولارتباط المملكة وبيت الحكم بثوابت وقواعد الدين والمجتمع، اختار الملك عبدالعزيز شعاراً معبراً للمملكة، عبارة عن سيفين متقاطعين وبينهما نخلة، تعكسان الوفرة والخير إلى جانب القوة والعزيمة والمنعة، أما العلم فكان شهادة التوحيد والسيف، وهي أيضاً دلالات ذات عمق ومعنى.
ومنذ ذلك الحين توالت مسارات التنمية في كل بقاع هذا الوطن، وانطلقت المشاريع العملاقة في الأرجاء كلها، تأكيداً على الإصرار على اللحاق بركب التنمية والتطور والتكنولوجيا في العالم، حتى أصبحت المملكة اليوم أحد أكبر وأهم الاقتصادات في العالم، إلى جانب ما تزخر به قيادات وكفاءات عالمية، حققت الكثير من المكتسبات لوطنها ولأمتها.
أكثر من تسعة قرون من الزمن، حيث واصل أبناء الملك المؤسس من بعده حمل الراية بكل أمانة واقتدار، فشهدت المملكة كثيراً من القفزات التنموية الشاملة، إلى جانب اهتماماتها العالمية التي تتوافق مع رسالتها ومكانتها المعتبرة في المجتمع الدولي، ناهيك عن قيادتها للعالمين العربية والإسلامي وتحمل الدفاع عن حقوقه ومصالحه في الأرجاء كلها.
واليوم ومع احتفالات المملكة بيومها الوطني، تتجدد الرسالة على يد شاب آمن بالله والوطن وبشعبه، فأعلن رؤية المملكة 2030، التي شهدت انطلاق مسارات كثيرة للتنمية والتحديد، تواكب ما يعيشه العالم من تطورات، وتوسعت مشاريع العملاء في كل المدن والقرى والبوادي، وتحولت السعودية بالفعل إلى ورشة عمل للبناء في كل الميادين.
إضاءة أجمل التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين، ولصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، ولكل أبناء الشعب السعودي الشقيق، بهذا اليوم الأغر.. يوم التوحيد والبناء والتنمية.. دامت السعودية ذخراً للعرب والمسلمين.