«نحلم ونحقق» الشعار الذي أطلقته المملكة العربية السعودية في عيدها الوطني 94 هذا العام جاء ليختصر مضمون المملكة العربية السعودية في عصرها الجديد، والذي عززت فيه قدراتها في تحقيق أحلامها، القدرة المتمثلة في الشباب والطاقات المبدعة والعاملة بمختلف المهارات، فكانت السعودية الحديثة التي كشفت عن القوة الكامنة لها كدولة عظمى بأصولها وتاريخها وتراثها وعراقتها وكنوزها البيئية والتراثية والتاريخية العظيمة لتثبت للعالم بمدى قدرة وإمكانية هذه الدولة العربية الإسلامية الأولى في إظهار كل نوابعها الخيرة ونوابغها المهرة لتشع نوراً في سماء الفضاء بمختلف العلوم الحديثة التي أكدت على مستوى التطور والصعود في القمة حيث الحلم الصاعد غير المتناهي المحقق بالجهود، فاستثمرت في أراضيها ومناطقها، وبنت ناطحات السحب، وعمرت المساحات الصحراوية، وأثمرت الأراضي الزراعية، وشغلت العقول الذكية بالعلوم الحديثة، وترافقت بالذكاء الاصطناعي حيث التطور والبصمة الرقمية في كل مؤسساتها الوطنية الحكومية والخاصة، والتي جعلت لنفسها موقعاً شامخاً يستقطب المستثمرين والتجار وأصحاب الشركات العالمية..

إنها المملكة العربية السعودية التي حققت الحلم من أراضيها، وشاع نوره ليكون حقيقة، فمن قمة العلا بدأ الحلم العربي يتحقق بكل ما جاء في بنود البيان وتوصياته حيث كانت هي القمة الجامعة للكلمة والموحدة للصف والمعززة لمسيرة الخير والازدهار من المملكة العربية السعودية إنها الحقيقة التي كانت حلماً، والتي بنيت على أسس وخطط استراتيجية متعمقة ومدروسة بين مختلف الأطراف والمعنيين في الشأن العام بمختلف المجالات لكون الحلم لا يمكن تحقيقه إلا بتكاتف الأطراف وتعاون المعنيين في الشأن المشترك لتكون هي الوجهة الصائبة، فكانت الجهود المتميزة التي قدمت في خدمة الأمتين العربية والإسلامية فرسخت مكانتها في المحافل الدولية والعالمية، بفضل الإرادة السياسية الثابتة لخادم الحرمين الشريفين وصولاً إلى بناء مجتمع متماسك، عماده الوحدة الوطنية.


المملكة العربية السعودية في عيدها الوطني الـ94 مملكة شامخة حملت على نفسها شغف العمل والنهوض والصعود إلى القمة بجهود وطنية مخلصة وبتعاون عربي، وباستراتيجيات عاملة تحمل فكر المهرة والمبدعين بمختلف العلوم البينية التي ساهمت في نهضة عصرية مواكبة النهضة الرقمية، فاهتمت بالشباب وعقولهم ومهاراتهم ووجدانهم لتغطي مختلف الجوانب التي تسعى إلى الوصول حيث المهم في التطوير بناء المملكة العربية السعودية، فركزت على الموارد البشرية وتطويرها، وفتحت المجالات في التنمية المهنية ليكون التدريب والتعليم والتأهيل على المستوى المحلي والعالمي، وطرحت المسابقات المهارية للتميز واكتشاف المبدعين والمبتكرين والباحثين المتميزين، والذين احتضنتهم وسخرت لهم كافة الإمكانيات للعطاء الفكري والمهاري.. إنها النهضة الصاعدة لتكون المملكة العربية السعودية (غير).

وعليه يعيش أبناء المملكة العربية السعودية اليوم واقعاً جديداً خطط له خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه، واقعاً حافلاً بالمشاريع الإصلاحية المتعددة في مختلف المجالات، والذي تمثله رؤية السعودية 2030، حيث شهدت المملكة العربية السعودية نقلة نوعية وحضارية تنموية في عهد خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حيث الشواهد والمنجزات التنموية والتطويرية على كافة الأصعدة والمجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وأهمها بناء الإنسان السعودي والمكانة المميزة التي تتبوأ بها المملكة العربية السعودية بين دول العالم.

وما تملكه من موارد طبيعية وبشرية متطورة وموقع جغرافي مميز، وما تمثله من ثقل سياسي واقتصادي، ومكانة رفيعة جعلت العالم ينظر إليها بكثير من التقدير والاحترام، وكل هذه المعطيات ساهمت بشكل مؤثر وسريع في تحقيق وإنجاح أهداف رؤية المملكة 2030 الرؤية الطموحة الشاملة التي غطت كافة الجوانب التنموية نحو غد مشرق ومستقبل واعد بالمزيد من التطور التنموي وتأكيداً على النظرة الثاقبة للقيادة الحكيمة لتحقيق التنمية الشاملة المستدامة وبناء دولة عصرية تواكب مسيرة الحضارة العالمية وعطاءاتها..

ومن أبرز ما تحقق في هذه الرؤية حتى هذا الوقت، وأصبح مركز اهتمام العالم مشروع نيوم الذي جمع أفضل العقول والشركات معاً، لتخطي حدود الابتكار إلى أعلى المستويات بهدف توفير أفضل سبل العيش والفرص الاقتصادية لقاطنيه، لاستقطاب مواهب المملكة، مشروع «القدية» وهو عبارة عن مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية، تعد الأكبر من نوعها على مستوى العالم، تطوير المرأة والاهتمام بها من خلال خطة شاملة تضمنت إدخالها في مجالات العمل وجعلها تتولى العديد من الأدوار والمناصب الفعالة والسماح لها بقيادة السيارة، مما حققت التقدم والإصلاح في اقتصاد المملكة، وأصبحت شريكاً جديراً بالتنمية المستدامة للمملكة مثل أخيها الرجل، وصياغة الاقتصاد السعودي وبناءه على ثوابت وأسس اقتصادية مستدامة بعيداً عن أسعار النفط حيث إدخاله «اقتصاد السوق الحر» بعيداً عن رعاية الدولة، ما قدمته من خدمة متطورة وشاملة لحجاج بيت الله الحرام، إنها الجهود الجبارة على مختلف الأصعدة التي جعلت من المملكة العربية السعودية مكانة عالية على الساحة الدولية ذات ثقل في القرار الدولي وعضواً فاعلاً في الكثير من المنظمات الإقليمية والدولية وعضواً فاعلاً ومؤثراً في الاقتصاد العالمي حيث الحلم الذي تحقق ورفع راية المملكة خفاقة يفخر بها كل مواطن سعودي وخليجي وعربي لهذه الدولة الجامعة الشاملة..

نبارك لها وبكل فخر عيدها الوطني ومعها نحلم ونشهد ما يتحقق من حلم على أراضيها، ونرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للمملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعباً، وندعو الله أن يحفظ المملكة وطن الأمة العربية الإسلامية لمواصلة مسيرتها وتقدمها.

* إعلامية وباحثة أكاديمية