بينما تحتفل المملكة العربيّة السعوديّة هذه الأيّام بيومها الوطنيّ الرابع والتسعين، والّذي يصادف الاثنين القادم الموافق 23 سبتمبر 2024 تحت شعار يكتنز الكثير من المضامين على مستوى الهويّة السعوديّة والوعي الوطنيّ السعودي «نحلم ونحقق»؛ فإنّها اليوم تقف شامخة تجسّد القوّة والوحدة والطموح الّذي لا حدود له. هذا اليوم الّذي تعوّد جذوره إلى إعلان الملك عبد العزيز آل سعود، طيّب اللّه ثراه، قيام المملكة العربيّة السعوديّة في عام 1932؛ يرمز إلى ما هو أكثر بكثير من مجرّد توحيد أراضٍ شاسعة تحت راية التوحيد، فاليوم تحتفي المملكة العربيّة السعوديّة بإرثٍ عظيم من المثابرة والالتزام الثابت نحو مستقبل مليء بالطموح والرؤية.
اليوم الوطنيّ السعودي هو تذكير برحلة المملكة العربيّة السعوديّة في البناء إلى أن أصبحت اليوم لاعباً محوريّاً يقف لها العالم احتراماً وتقديراً. فالمملكة على مدى العقود الماضية لم تنمُ وتزدهر من حيث حجمها وثروتها فقط؛ بل نمت مكانتها من حيث النفوذ والتأثير والريادة على النطاق العالميّ. اليوم ينعّم الشعب السعوديّ بعصرٍ ذهبيّ من الرخاء والاستقرار والأمن غير المسبوق؛ كلّ هذه الإنجازات العظيمة تحقّقت بفضل الحُكم الرشيد والقيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين العاهل السعوديّ الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والجهود المتواصلة والرؤى الطموحة الّتي يقودها صاحب السموّ الملكيّ الأمير محمّد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وليّ العهد السعوديّ رئيس مجلس الوزراء؛ لتواصل المملكة رسم طريقها ومسارها بأيدٍ سعوديّة نحو مستقبل من التقدّم والتنمية المستدامة.
في قلب هذا التحوّل الّذي تشهده المملكة العربيّة السعوديّة مؤخّراً تكمن رؤية 2030، وهي إطار عمل استراتيجيّ أحدث ثورة في المشهد الاقتصاديّ والاجتماعيّ والثقافيّ في المملكة. حيث تركّز هذه الرؤية الّتي أطلقها صاحب السموّ الملكيّ الأمير محمّد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وليّ العهد السعوديّ، رئيس مجلس الوزراء، في عام 2016، على تنويع اقتصاد المملكة بعيداً عن الاعتماد على النفط مع تعزيز الابتكار والاستدامة والشموليّة. تتّسم هذه الرؤية بالجرأة والرغبة في خلق مستقبل متنوّع للأجيال القادمة، وحافز للعديد من الإصلاحات والمشاريع المصمّمة على أساس الاستدامة والتكنولوجيا المتطوّرة في جوهرها؛ ممّا مهّد الطريق لمستقبل المملكة العربيّة السعوديّة كقوّة اقتصاديّة متنوّعة ومؤثّرة على الصعيد العالميّ، وترسيخ مكانتها كمركز للابتكار وجذب المواهب والاستثمارات من جميع أنحاء العالم.
لا تكتمل إطلالتنا هذه وفرحتنا كبحرينيّين باليوم الوطنيّ السعوديّ دون مرورنا بالعلاقة المتجذّرة بين المملكة العربيّة السعوديّة وجارتها الأقرب، مملكة البحرين، فلطالما كانت العلاقات بين البلدين تشهد نماءً مستمرّاً، وتزداد قوّةً وتماسكاً؛ في ظلّ دعم واهتمام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه اللّه ورعاه، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، عاهل المملكة العربيّة السعوديّة الشقيقة، حفظه اللّه ورعاه، والرؤى المشتركة لصاحب السموّ الملكيّ الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه اللّه، وأخيه صاحب السموّ الملكيّ الأمير محمّد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وليّ العهد السعوديّ رئيس مجلس الوزراء، حفظه اللّه، والحرص المتبادل لتطوير تلك العلاقات ودفعها قُدماً؛ الأمر الّذي أضفى عليها سمة لافتة، وجعل منها أنموذجاً متميّزاً ومشرفاً للتعاون الوثيق والشراكة الاستراتيجيّة؛ لتلبية تطلّعات البلدين والشعبين الشقيقين عبر مزيد من التكامل والترابط والتنسيق على كافّة الأصعدة.
كلّ عام والمملكة العربيّة السعوديّة وقيادتها الحكيمة وشعبها الكريم بخير، ونسأل اللّه -عزّ وجلّ- أن يحفظ الشقيقة الكبرى ويُديم عليها نعمة الأمن والأمان والتقدّم والنماء.