انتهت قبل أيام عملية انتخاب العضو النيابي للمقعد الشاغر في مجلس النواب، وسبقت ذلك مرحلة «دعاية انتخابية» مصغرة، اعتدنا رؤيتها بشكلها الكبير والهائل خلال فترة الانتخابات الطبيعية كل أربع سنوات.
هذه الأجواء التي عاشتها البحرين، وعاشها مجدداً أهالي الدائرة المعنية، دفعت كثيرين للحديث مجدداً عن مجلس النواب، والأعضاء الذين انتخبهم الناس، وما حققوه خلال الأدوار الماضية، وما هي مطالب الناس التي مازالت سواء قيد انتظار طرحها وفتح ملفاتها، أو قيد تنفيذها.
لكنني فقط أمس، وأنا أتابع ردود فعل الناس، فجأة وكأنما شيء مباغت ضربني في الذاكرة الرمادية البعيدة في المخ، وجاء على هيئة سؤال مستفز: «لحظة أين بعض النواب»؟!
وهنا أعني بـ«البعض» نماذج من الذين كانوا وقت الترشح مثل «البركان الثائر»، لهم توهج «ناري»، ولهم تصريحات ووعود «تحرق حتى النار»، وكانت حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي لا تهدأ. منشور وراء آخر، و«بوست» يلحقه فيديو أو تصريح قوي، وهكذا.
اليوم أتساءل: يا جماعة.. أين أنتم؟!
وفقط للتوضيح، هو سؤال دائماً أطرحه بأسلوب يدفع الناس للتفكير والبحث، وألحقه بجملة إيضاحية توعوية للناس أفتح عيونهم فيها على «نمط متكرر» يحدث في كل فصل تشريعي!
الجملة التي أعنيها هي التي أقول فيها: «لاحظوا حماس النواب وحضورهم ونشاطهم وتصريحاتهم، ستجدون دور الانعقاد الأول كأنه عاصفة لا تهدأ، وفي الدور الثاني تتحول إلى رياح قوية لكنها هادئة، وفي الثالث كأنها رياح نادرة في فصل الصيف، ثم يأتي الدور الرابع، وهنا يعود نفس حماس الدور الأول، لأن العملية تعقبها انتخابات وبالتالي إعادة استنساخ نفس السيناريو، إذ كيف سنجعل الناس تصوت لنا من جديد».
لا تتحسسوا رجاءً؛ فقد قلت «بعض»، بمعنى أن النواب الثابتين على وعودهم وشعاراتهم الانتخابية، والعاملين وفقها، والذي يحظون برضا من رشحهم، هم الاستثناء من هذا «البعض» الذي خفت صوته، وقل حضوره.
البعض قد يقول لا تظلم فبعضهم مجتهد، وأكرر لذلك قلنا «بعض»، لكن في النهاية من الذي يملك إصدار الحكم النهائي ويصدق فيه؟! أنتم يا من رشحتم وأعطيتم أصواتكم، ومن تتابعون الأداء، وتقيمون مدى مصداقية الوعود التي قدمت.
عموماً لسنا في انتقاد أحد معين، لكن الهدف تذكير البعض إن ارتكب للهدوء قليلاً، مع الإدراك أننا ما زلنا في إجازة برلمانية، بالتالي علها تكون رسالة لمن هدأ وقل حديثه وعمله بأن يعود في بداية الدور القادم إلى نشاطه، وأن يعود إلى تواصله مع الناس، وأن يعود إلى استذكار شعاراته الانتخابية.
أما من مازال بنفس وتيرته، وما زال ملتزماً بوعوده وتواصله الدائم مع ناخبيه، فندعو له بالثبات، ونقدم له التقدير.