أعتقد هذه ‏المرة ستكون مخالِفة لكل المرات السابقة، سأراهن نفسي والجميع على فتح صفحة جديدة مملؤة بالحب والشغف والسعادة وراحة البال بعد إجازة شعارها الحياة.
ولكن سرعان ما يتم خسارة الرهان وتتلاشى الوعود القرمزية أول ما ترتطم عجلات الطائرة من جديد بأرض الوطن، ليفتح أعينه على كابوس في عز النهار.
بداية من المصروفات التي يدفعها كالشلال في سبيل أن يرضي فلاناً وعلاناً، والديون التي يجدها فجأة عليه مكومة كالجبال، والالتزامات العائلية والاجتماعية وحتى المهنية التي تراكمت عليه خلال رحلته اللؤلؤية.
ولا نغفل عن المواقف غير المتوقعة ‏وغير المريحة التي يمكن أن تحيط به خلال السفر سواء مرض كبير أو صغير يرافقه أو تعبه هو شخصياً. أو مواجهة سرقة أو أن يجد نفسه ضائعاً تائهاً في وسط الزحام أو في مكان مقطوع لا يعلم به أنس ولا جان.
‏عدا عن تذكره لأشخاص ‏سلبيين مزعجين محبطين مملين محيطين به كانوا سبباً محفزاً لأخذه قرار تناوله الحبة المهدئة قصيرة المفعول «السفر أو الإجازة» ولكن واقع الحال يقول إنهم في مكانهم ينتظرون عودتك ليستمروا في مسلسل النكد معك من جديد.
ورب الأسرة مطلوب منه متابعة سلسلة الالتزامات الخاصة بأبنائه من هم في المدارس والجامعات كفيلة أن تنسيه كل اللحظات الهنية.
حقيقة أخشى ‏على نفسي أن أكون مسوقة سلبية لما يعرف بالإجازة وخاصة السفر منها رغم حبي اللامتناهي لهما.
فالتوازن مهم وجاد وذلك لضمان ألا يكتشف لاحقاً أن صاحب الأحلام الوردية رغم نيته الذهبية قد بالغ بسقف توقعاته غير المنطقية أو حتى المنطقية منها.