أحياناً مهارة خفة اليد أسلوب يمتهنه بعض اللصوص لسرقة من نوع آخر، ربما تكون موضة جديدة في عالم الإجرام والسرقات وهو أن يستغل اللص خفة يده في وضع شيء ما في حقيبة السائح، دون أن يشعر به ويتهمه بالسرقة، وهذه قصة حدثت لسائحَين من دولة خليجية كانا من ضمن المجموعة التي سافرنا معها هذا الصيف لبعض الدول الأوروبية تحديداً في إحدى الحدائق الترفيهية، فقد وُجِد هذان الزوجان محاصرَين بادعاء من ثلاثة أجانب بأن الزوجين سرقا جوال أحدهم، فبخفة يد وسرعة وضع أحدهم الجوال في حقيبة الزوجين، ثم قاموا بالاتصال على الجوال ليرن داخل شنطة الخليجي كشاهد على السرقة، وما لبثوا إلا أن استدعوا أمن الحديقة وبدأ التحقيق معهم.
وكأي سائح خليجي، أول ما يلجأ إليه في الغربة، وفي هذه المواقف تحديداً هي سفارة بلاده، إلا أن الأمن رفضوا أن يتواصل مع سفارته، غير أنهم طالبوا الزوجين بمبلغ من المال كتعويض لصاحب الجوال، بالرغم من أن الجوال موجود وغير مفقود، وعندما علم الأمن بأن مرشد المجموعة قام بالتواصل مع السفارة وأبلغهم بالموضوع، بادر الأمن بالاتصال بالشرطة بعد ذلك مباشرة رغم أنهم لم يحبّذوا ذلك، إلا أن محامي السفارة الخليجية تكفّل بمتابعة الموضوع بمجمله وتم إطلاق سراح الزوجين في نفس الوقت لله الحمد.
غالباً ما يحرص السائح في الحفاظ على مقتنياته خصوصاً حقيبة اليد أو المحفظة، وتبدع الشركات في إطلاق أشكال متنوعة من حقائب الظهر واليد من خلال تصاميم السحّاب والجيوب الخاصة بالحقائب، فظاهرة النشالة والسرقات في بعض الدول الأوروبية باتت تؤرق كثيراً من سياح العالم خاصة التلفونات والأموال والبطاقات الائتمانية، فهؤلاء النشالون والسارقون يتميزون بخفة يد وسرعة في الهروب من مكان الواقعة والظفر بالمسروقات دون إعطاء مجال للمطاردة، إلا أن قصة هذين الزوجين مع هؤلاء اللصوص جعلتنا نفقه نوعاً آخر من السرقات وهو أن يضع اللص في حقيبة السائح شيئاً ما، ثم يدعي بأنه سرق من أجل الحصول على المال.
وهذا ما يجعلنا نفكر كثيراً والبوح عن أساليب هؤلاء اللصوص المتنوعة، حتى يكون السائح حذراً جداً، فقد تأتيه المصيبة من حيث لا يحتسب وعليه أن يكون دائماً يقظاً، ولا يطمئن للغريب حتى وإن أبدى حسن نيته، فقد كان واضحاً من قصة الزوجين بأن هذه العصابة كانت نواياها سرقة مالهما، ولكن بطريقة أخرى، وأسهل ما يختاره هؤلاء هم الخليجيون لعلمهم بأن الخليجيين لا يحبون المشاكل وهم مستعدون لإعطاء المال في مقابل الحفاظ على سلامتهم وسمعتهم، لذا وجب التنبيه بأن أساليب السرقات تغيّرت وتعدّدت وبات السائح في قلق مع تهاون بعض الدول في الحفاظ على حقوق السائح وكأنها ضريبة لا تستدعي الصرامة.