الأطفال في فلسطين يعيشون تحت ظروف غير اعتيادية، تتسم بالاحتلال والنزاعات المستمرة التي تؤثر بشكل كبير على صحتهم النفسية. تتداخل العوامل النفسية والاجتماعية في حياتهم اليومية، مما يجعل دراسة الآثار النفسية على هؤلاء الأطفال أمراً ضرورياً لفهم مدى تأثير هذه الظروف على نموهم النفسي والعقلي.

الأطفال الفلسطينيون غالباً ما يكونون شهوداً على مشاهد العنف مثل الاشتباكات، والقصف، والاعتقالات. هذه التجارب يمكن أن تسبب صدمات نفسية عميقة لهم. تتضمن الآثار النفسية المحتملة وأكثرها شيوعاً هو اضطراب ما بعد الصدمة «PTSD»، حيث يعاني العديد من الأطفال من أعراض PTSD مثل الكوابيس، والاسترجاعات المؤلمة، والتوتر المفرط.

يمكن أن تستمر هذه الأعراض لفترات طويلة إذا لم تُعالج بشكل مناسب. وأيضاً الخوف المزمن، حيث يعيش الأطفال في حالة دائمة من الخوف من المجهول، مما يؤثر على شعورهم بالأمان والاستقرار. وأيضاً القلق العام المستمر حول سلامة الأهل والأصدقاء، والخوف من تكرار أحداث العنف.

الآثار النفسية الناتجة عن الحصار والحرمان والقيود المفروضة على حرية الحركة، والوصول المحدود إلى الموارد الأساسية، والانقطاع المتكرر للخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء، تزيد من شعور الأطفال بالعجز والحرمان. هذا ما يؤدي إلى الاكتئاب وشعور الأطفال بفقدان الأمل والعجز إزاء تحسين ظروف حياتهم يمكن أن يقودهم إلى الاكتئاب المزمن.

والتوتر والإجهاد نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تتسبب بقلق مستمر حول تلبية الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والتعليم والرعاية الصحية. والشعور بالعزلة نتيجة القيود على الحركة والاتصالات قد تجعل الأطفال يشعرون بالعزلة والانفصال عن العالم الخارجي.

تأثير فقدان الأهل والأصدقاء في النزاعات المسلحة يُعد تجربة مؤلمة بشكل خاص للأطفال تؤدي إلى الحزن العميق الفقدان يترك فراغاً عاطفياً كبيراً يصعب ملؤه، مما يؤدي إلى حزن دائم. والشعور بالذنب في بعض الأحيان، يُشعر الأطفال الناجون بالذنب لنجاتهم بينما فقدوا أحباءهم. وأيضاً تغيرات سلوكية مثل الانسحاب الاجتماعي أو العدوانية، كنتيجة لتلك الخسائر العاطفية.

دور الأسرة والمجتمع في الدعم النفسي يمكن أن يكون لهما دور كبير في دعم الأطفال نفسياً كالدعم العاطفي في تقديم الحب والرعاية، ومحاولة خلق بيئة آمنة ومستقرة للأطفال. وأيضاً التواصل المفتوح والاستماع لمشاكل الأطفال ومخاوفهم دون حكم، وتوفير فضاء آمن للتعبير عن مشاعرهم. والتشجيع والتحفيز: تشجيع الأطفال على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتعليمية يمكن أن يساعدهم في الشعور بالانتماء والأمل.

البرامج النفسية والتربوية لتقديم الدعم النفسي للأطفال الفلسطينيين، فهناك حاجة ملحة إلى برامج نفسية وتربوية متخصصة أولها العلاج النفسي في تقديم جلسات علاج نفسي فردية وجماعية للأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية. وأيضاً التثقيف النفسي وتوعية الأطفال وأسرهم بأهمية الصحة النفسية وطرق التعامل مع الضغوط النفسية. وتنمية المهارات الحياتية كتعليم الأطفال مهارات التأقلم والتعامل مع الصعوبات بطرق بنّاءة.

ولا ننسى الدعم التعليمي في توفير بيئة تعليمية داعمة يمكن أن تساعد في تقليل التوتر وتعزيز النمو النفسي والاجتماعي للأطفال.

رغم التحديات الكبيرة، إلا أن هناك العديد من المبادرات والجهود المبذولة لدعم الأطفال الفلسطينيين. القصص الملهمة للأطفال الذين تغلّبوا على صعوباتهم وحققوا نجاحات تُعد بمثابة شعلة أمل تضيء طريق الأجيال القادمة.
الأطفال الفلسطينيون يواجهون تحديات نفسية كبيرة نتيجة للظروف الاستثنائية التي يعيشون فيها.

إلا أن الدعم العائلي والمجتمعي، إلى جانب البرامج النفسية والتربوية المتخصّصة، يمكن أن يساهم في تحسين حالتهم النفسية ومنحهم الأمل في مستقبل أفضل. من الضروري تكاتف الجهود المحلية والدولية لضمان تقديم الدعم اللازم لهؤلاء الأطفال وتمكينهم من بناء حياة آمنة ومستقرة.