* عندما تبحث في ذاكرة الزمان عن سلسلة جميلة من الذكريات السعيدة كتبت أثرها في زمان ما وبقيت ملامحها في ذاكرتك تسترجع ومضات السعادة كلما فترت عن العطاء، فإنك حينها تبحث عن صمام الأمان الذي يحفظك من نكد الأيام ومن تعب السنين، ويُصفي حياتك من ضعاف النفوس ومن مرضى القلوب، ومن أولئك الذين يتصيدون عثرات النجاح في مسير الحياة. فأنت من تخط بيمينك عناوين السعادة في كل لحظة وفي كل أثر جميل تبدأ في كتابة حكايته. الأثر الذي لم يعد بسيطاً كما تتوقع، بل أضحى سماءً جميلة مُلبدة بالغيوم الممطرة بالأثر الجميل، تنشر خيرها في مساحات شاسعة من الحياة، وتُسقي المساحات الجافة لتعيد إليها الحياة المؤثرة ذات العطاء من جديد، وتكتب فصول حكاية عنوانها "السعادة" تكتب في كل صفحة أثرها الممتد في دنيا البشر.
* في يوم حفل تكريم الطلبة المتفوقين الذي نظمته المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية برعاية كريمة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب في نسخته العشرين، استذكرت بكل فخر وسعادة الاحتفالات الأولى التي نظمتها المؤسسة في سنواتها الأولى، حيث انطلق الحفل الأول في العام 2004 برعاية سامية من جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وقد تشرّفت في الحفلين الثاني والثالث بعرافة الحفل بحضور معالي وزير الديوان الملكي، والحفل الآخر بحضور سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك المعظم. بحمد الله كتبنا أثر السعادة التي عشناها في كل حفل تم تنظيمه، والذي يأتي ضمن نطاق عملنا الإنساني، فمازالت الذكريات الخالدة ترسم أثرها في حياتنا، ومازالت أصداء أبطالنا أبناء المؤسسة ممن تفوقوا وتم تكريمها في تلك الاحتفالات وتبوؤوا اليوم المناصب المرموقة في الوطن، تجبر خواطرنا في أيام المسير. بحمد الله إنها سعادة نكتب أثرها لإيماننا العميق بأننا سواعد خير وبناء وسند لإنسانية الحياة، نعطيها بما نحب من قلوبنا الصافية ونفوسنا المُتعطشة للخير.
* نعشق تلك السعادة الجميلة التي نكتب أثرها في كل تجمّع عائلي يجمع الصغير والكبير والأحفاد، سعادة ترصدها في كل ابتسامة وفي كل احتضان وفي كل ضحكة، أجملها ضحكات الكبار الذين ينتظرون التجمّع بفارغ الصبر من أجل لقيا أهليهم، ومن أجل أن يمسحوا غبار الأيام وحزنها من على قلوبهم. لقاء يجمع الأجيال، وتنتقل فيه الخبرات، ويتربى الصغار كما تربينا بالأمس تربية قائمة على الحب والوفاء والبر والتواصل، وتُصقل شخصياتهم، ويتعودوا على الشجاعة والقوّة والمُبادرة، والحوار مع الآخرين. إنه الأثر الجميل الذي يبقى مع كل سعادة نتذوق نكتها في مثل هذه التجمعات العائلية، وما أجمل البر في زمن الانفتاح، البر بالتلاقي والاحتضان، واستذكار يوميات الحياة الجميلة.
* في بعض الأحيان تبحث عن سعادة حقيقية تعيش معانيها في كل حين، وتروي نفسك بالسكينة والطمأنينة، فلا تجدها إلا مع "القرآن الكريم" وبخاصة الحلقات القرآنية التي تحفها الملائكة وتغشاها الرحمة وتنزل عليها السكينة ويذكر المولى أفرادها عنده في الملأ الأعلى. تعيش هذه السعادة بأثرها مع أناس بسطاء كتب الله لهم أن يبتسموا بأثرها عندما ينتهي وقت اللقاء القرآني الجميل، فتجد الأثر في كل نفس، وبعد تلاوة كل حرف من الآيات القرآنية الجميلة. إنه التأمل الجميل والتدبّر والقراءة المُتمكنة التي تعطيك السعادة داخل نفسك أولاً، ثم مع الآخرين، فيتسابق كل واحد في نهاية اللقاء بالسلام عليك ومُصافحتك بحرارة ومودّة ودعاء خالص جميل "جزاك الله خيراً". اللهم اجعلها سعادة غامرة في نفوس كل من يتدبّر كتابك ويتعلمه ويتلوه آناء الليل وأطراف النهار.
* سعادة الأثر لا تنتهي أبداً في حياتك وحتى بعد مماتك، سعادة يُجبر الله تعالى بها خاطرك كلما مررت بمحطة حزن أو هم وهي طبيعة اختلاف الأيام التي لا تتشابه بمواقفها. فيرسل المولى لك رسالة جميلة تجبر خاطرك ويُذكّرك بعطاءات الماضي الجميل، وبسعادة استطعت أن تكتب أثرها في يوم ما. وصلتني رسالة من أحد الطلبة على هاتفي من خلال حسابي في الإنستغرام يقول فيها: "أنا شخص وصلت ولله الحمد للي وصلت له، بفضلك بعد الله سبحانه وتعالى، وبفضل ناس وقفت معاي في حياتي، وأنا حاب أشكرك على كل شيء، كنت في يوم من الأيام يتيم من الأيتام". جميلة هذه الرسالة في جبر الخاطر، وجميلة لأنها ذكّرتنا بسعادة عطاءات الأمس في مسير المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية ببرامجها المميزة وبملتقاها القيادي الذي أفخر بأني كنت من خلاله لبنة من لبنات العطاء والتغيير في حياة العديد من أبناء البحرين الذين مرّوا بظروف صعبة. ملتقى على موعد أن أكتب أثره، لأنه يعني لي الكثير ويعني سعادة مازلت ألحظ أثرها في أبناء وصلوا لمراتب المعالي في خدمة الوطن والعطاء، وأفخر بأني ساهمت في حكاية نجاحهم.