عندما كنت في بداية المشوار الصحفي أحسست أنني أريد أن أقول، والأهم من ذلك كله أنني كان لدي ما أريد أن أقوله، فمع مرور الوقت والتجربة وعلى مر السنين من العمل الصحفي أدركت أن المسألة ليست مجرد القول والسرد، إلا أنها باتت مسؤولية كبرى فكل حرف تخطه اليد يجب أن يكون مدروساً متأملاً فيه ومسؤولاً حتى يتحقق الهدف وتصل الرسالة الصحفية إلى مستحقيها لتُحدث الغرض الأخلاقي والإعلامي من ورائها حيث إن المسؤولية الإعلامية لا تقتصر على كتابة الكلمة فقط وإنما هي مسؤولية وطنية تعكس واجهة البلاد وتحكي عن عمق التنمية والجهود الوطنية فيها والتي لها دور كبير في التأثير على وجدان الرأي العام.
لأن الرسالة الإعلامية والصحفية رسالة وطنية تتحدث باسم المسؤول أحياناً وأحياناً أخرى باسم المواطن فهي الرسالة التي تكشف الواقع للحلول، وتنشأ للتطوير والتنمية، وليست هي رسالة للتحدي والتعنت، إنها رسالة تكشف عن مستوى العمل الوطني على المستوى المحلي وعلى المستوى الدولي رسالة تحقق الأمن والسلام - حيث قال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه «نؤكد على محورية دور الصحافة في مساندة جهود الدول والحكومات لتحقيق الأمن والاستقرار العالمي» - كما أنها تحكي عن واقع الحراك المجتمعي ومتطلباته من منطلق الحقوق الإنسانية، رسالة تجمع وتحقق التعايش المجتمعي هكذا كانت هي الصحافة البحرينية التي تكتب بروح الوطنية حيث النهج الوطني المسؤول – حيث أكد حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم أن الصحافة الوطنية ملتزمة بالإطار الدستوري والقانوني الداعم والمساند لحرية الصحافة والذي مكنها من ممارسة دورها بكل انفتاح- حيث التميز باختلاف أنواعه في ظل التنافس الشريف بين مؤسسات العمل الصحفي والتكامل الوطني مع مؤسسات الدولة.
وهذا ما انعكس بشكل حقيقي خلال المشهد والصورة الجميلة التي شهدناها في يوم حفل جائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة بوجود الجمع الكبير من الصحفيين الذين شاركوا في الجائزة وغير المشاركين الذين حضروا ليساهموا ويشاركوا في هذا العرس الصحفي السنوي الجميل وليؤكدوا على ميثاق الشرف الصحفي ولتجديد العهد حيث الولاء لهذه المهنة بكل حب وعطاء رغم الصعوبات والتحديات التي تحدث عنها كبار الصحفيين وأصحاب الخبرة والتجارب الطويلة وما يمر به العمل الصحفي اليوم من تحديات في ظل العالم الرقمي والتكنولوجي والذكاء الاصطناعي وقلة الموارد المالية ورغم ذلك يستمر العطاء الصحفي بكل حب حيث هو الإيمان بأهمية الكلمة وتأثيرها العميق وقوتها لمواجهة التحديات التي تعزز من العمل الصحفي وترسم نهجه في عالم التحديات والذي يعزز من مكانة البحرين باعتبارها مركزاً حضارياً على مستوى المنطقة.
إن جائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة والتي تأتي دعماً وتعزيزاً للعمل الصحفي بأسلوب شيق وجميل وراقٍ تهدف من ورائها إلى التطور والإبداع والابتكار في الكلمة والقوالب الصحفية ومستوى التأثير والتنوع في المحتوى والأسلوب والعرض والمواد والوسائل تكشف عن الكثير من المعاني والدلائل العميقة في مضمونها بداية من العدد المشارك في هذه الجائزة والذي وصل عدد الأعمال الصحفية المتقدمة فيها إلى 533 عملاً صحفياً عكس مستوى الإبداع والتميز الذي تشهده الساحة الإعلامية بالمحتوى والمضمون المقدم وحرص الصحفيين على هذا التميز والتقدم والاستمرار للأفضل والتأكيد على الهدف المنشود من جائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة، كما عكست هذه الجائزة مستوى ترابط وتكاتف الجسم الصحفي في المملكة لتحقيق الهدف الأسمى وهو التنمية الوطنية بثوابت راسخة وقيمة، إضافة إلى تأكيدها على مدى أهمية المنظومة الصحفية السلطة الرابعة لتحقيق التكامل الوطني، وتأكيدها من جانب آخر على مدى أهمية ربط حلقة التواصل ما بين جيل الصحافة من الرواد والصحفيين من الشباب حيث التكامل وأهميته لنهضة تنموية معاصرة تشهد الكثير من التغيرات والتطورات تربط ما بين الماضي والحاضر والمستقبل، وهذا ما انعكس بشكل راقٍ في المشهد الاحتفالي لحفل جائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة المليء بالتكامل والتواضع والترابط والمحبة والروح التفاؤلية المحبة الوطنية المعطاءة التي رسمت أجمل صورة لمشهد السلطة الرابعة حيث كانت الجائزة الفعلية لجميع الصحفيين والإعلاميين في مملكة البحرين بجانب من حظي بالفوز الذين نرفع لهم تهانينا على هذا التميز وخالص الشكر والتقدير على حرصهم على هذا التميز من خلال العمل الصحفي الموسوم بالوطنية وتأثيره التنموي.
لذا كان اهتمام قيادة مملكة البحرين بهذا المجال لأهميته وضروريته الحتمية من الناحية التاريخية لرصده الحراك الوطني بجانب مساهمته الفاعلة في تحقيق النهضة التنموية في البلاد بما ينشئه وما يكشفه ودوره المهم فيما يمثله من واجهة تعكس مستوى الجهود والتطور التنموي في البلاد إضافة إلى دوره الوطني المساهم لطرح ومعالجة الكثير من القضايا والمشكلات التي تعترض المسيرة التنموية بحرفية مهنية عالية المستوى موسومة بالقيم الصحفية الأصيلة جعلت البحرين اليوم عاصمة الإعلام العربي 2024 حيث هي المسؤولية العربية التي أكد عليها حضرة صاحب الجلالة حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه فكانت التوجيهات بوضع خطة استراتيجية حضارية راقية مواكبة للتطورات العصرية عمل عليها سعادة وزير الإعلام الدكتور رمزان النعيمي مشكوراً بكل جدية وحرفية مهنية وطنية وإبداعية متميزة ترجمت من خلال التنظيم الجبار لجائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة والذي تفضل فيه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بتكريم الفائزين بالجائزة مؤكداً على دعمه ومساندته لهذه المنظومة وأهميتها للوطن والمواطن.