التهاني التي أرسلتها دول مجلس التعاون الخليجي إلى الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان -الذي أعلن عن فوزه رئيساً لبلاده في انتخابات الرئاسة قبل أيام- تؤكد حرص دولنا الخليجية على تعزيز الجوار مع الجمهورية الإيرانية، خاصة وأن هذا الرئيس الجديد أبدى خلال حملاته الانتخابية وحتى بعد فوزه ضرورة انفتاح إيران على جواره الإقليمي وأيضاً الدولي.
وبلا شك، فإن إيران مقبلة مع رئيسها الجديد على تحديات جديدة أو متجددة، ويسعى بزشكيان إلى مواجهتها، خاصة ما يتعلق بالشأن الخارجي، وعلاقات الجمهورية مع محيطها الجغرافي أو بقية دول العالم، وتحديداً الولايات المتحدة، وما يهمنا نحن بصفتنا دول خليجية هو دعم مساعي السلام والحوار البناء مع إيران، بالذات بعدما أكد رئيسها الجديد في أول تصريح له بعد فوزه الحرص على «مد يد الصداقة مع الجميع»، وبالتأكيد فإن كلمة «الجميع» تشمل دول الجوار لإيران ومنها دول الخليج العربي.
دولنا الخليجية أكدت من جهتها على أهمية تعزيز التعاون مع إيران وتنمية العلاقات معها، بما يعود بالنفع على الطرفين الخليجي والإيراني وشعوبهما، وهو ما أظهرته تصريحات قادة دول مجلس التعاون، وتحديداً برقية التهنئة التي أرسلها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، إلى الرئيس الإيراني بزشكيان، وأكد جلالته فيها تطلع مملكة البحرين وحرصها على إقامة علاقات طيبة تقوم على التعاون مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتعزيز الروابط الوثيقة معها لما فيه خير البلدين وصالح شعبيهما، وكذلك التطلع للعمل معاً لتعزيز المصالح المشتركة للشعبين وبناء مستقبل أكثر إشراقاً لجميع شعوب المنطقة.
مثل هذه التصريحات لجلالته حفظه الله، والتي جاءت بقية تصريحات قادة دول الخليج العربي على ذات النمط، لابد أن يقابلها تقدير من الجانب الإيراني، التي تريد أن تتعاون مع الجميع وتصادق الجميع، كما صرح بذلك رئيسها الجديد، وتلك نوايا طيبة تحسب للجانب الإيراني المطالب في ذات الوقت بترجمتها إلى أفعال، وهو ما تتطلع له دول المنطقة أيضاً، لأن الجميع يحرص على تعزيز الأمن والسلام بين إيران ومحيطها، وهذا في صالح شعوب المنطقة ومنها الشعب الإيراني، وأعتقد أن الرئيس الإيراني الجديد ليس بغافل عن ذلك، و سننتظر لنرى كيف سيُفعل بزشكيان رغباته في صداقة وتعاون بلاده وانفتاحها مع «الجميع».