ما أن يهل علينا الصيف ‏حتى نرى الأهل في حيرة من أمرهم لاتخاذ القرار الصائب والذي هو بكل أحواله عليهم حَرٌّ بمُرٍ واقع.. ‏فالقرار الأول والذي يحصل على الترجيحات العليا بأن يتحملوا حر أعباء السفر وما يترتب عليها ‏من التزامات مالية لمن هو عليها قادر ويسير أو مرّ عصيب وستعرضه لحرقة الديون أو القروض.
أو قرار البقاء في الديرة ويتحمل حرارة الجو الخمسيني ويتجه لاختيار المراكز التي تقدم الأنشطة الصيفية ليجد أن المكان المناسب رسومه تفوق حرارة اللهيب الذي به نعيش ولو أراد أن يستنجد بالبديل لوجد أيضاً أن الأماكن الترفيهية بالرغم من أن طبيعتها في الهواء الطلق إلا أن أسعارها حر جمر آخذين بعين الاعتبار أن قاصديها عائلة مكونة من خمسة أفراد فما بالنا لو كان العدد كبيراً.
‏أو عليهم أن يتحملوا حرّ نظرتهم إلى أبنائهم وهم يسهرون الليالي وينامون النهار بسبب إدمانهم على مشاهدة برامج التواصل الاجتماعي أو ألعاب الفيديو وغيرها، ‏وإن أخذنا أقل الضررين ‏كما يدعي البعض مع العلم أنني أنا شخصياً أراه من أكبر الأضرار أن أشاهد الشبان دون 18 سنة في مرافق المجمعات يدخنون السجائر الإلكترونية والبنات بكامل زينتهن وأناقتهن يتجولن دون هدف مفيد ومن غير حسيب أو رقيب وأصوات ضحكاتهن تثير العجب!!
ولو دققنا عن قرب لوجدنا أكثر مرتادي برامج الأنشطة الصيفية هم الأبناء من عمر سبع إلى 12 سنة، أما الأبناء من 14 إلى 18 سنة تجد صعوبة في إقناعهم حيث إنهم في مرحلة المراهقة الحرجة جيل متزمت متعنت رافض للنصيحة وصعب إقناعه ولا أقدر أن ألومه.. فهذه الفئة العمرية التي يجب أن تفرد لها الخطط باستمرار لكسبها واستثمار طاقاتها بالشكل المفيد.
كان الله في عون الأهل، فهم وحدهم يواجهون الحر من كل الفروع والدروب.