شهدت المناظرة الرئاسية بين المتنافسين الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب العديد من الانتقادات إلى الأول حتى إن هناك من دعا من قِبل الحزب الديمقراطي إلى ضرورة تنحي بايدن عن السباق الرئاسي واستبداله بشخصية أكثر مجاراة للمنافس الجمهوري.

وفي ظل ذلك، أكد البيت الأبيض في أكثر من بيان وعدد من الشخصيات والمسؤولين بالإدارة بأن الرئيس بايدن سيواصل حملته الانتخابية ضد دونالد ترامب وسط ضغوط تُمارَس عليه من قِبل الحزب الديمقراطي فقد وصلت التداعيات وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن تكون نائبة الرئيس كامالا هاريس هي المرشح البديل لبايدن.

غير أن الحديث يتمحور الآن عن المسار الواقعي في استمرار جو بايدن الذي تراجعت حظوظه في استطلاعات الرأي والتي أعطت تقدماً مهماً للترامب، لهذا فإن الديمقراطيين يرون أن تلك الاستطلاعات هي بمثابة جرس إنذار وأنها تؤكد خسارة مرشحهم الذي يبلغ من العمر 81 عاماً.

وبالتالي فإن الحزب الديمقراطي في هذه الحالة يجد نفسه أمام خيارات محدودة وصعبة، فخيار استبدال بايدن في هذه اللحظة يعتبر أمراً كارثياً لتاريخ الحزب ويُفسّر بأنه غير قادر على اختيار الشخصية الأنسب لرئاسة البيت الأبيض مما يجعل مناصريه يتشككون أكثر بعدم قدرة الديمقراطيين في تحقيق طموحات الشعب الأمريكي «الحلم الأمريكي»، أما في حال بقاء بايدن لمنافسة ترامب فإن ذلك يعتبر انتحاراً سياسياً للحزب الديمقراطي لعدم أهلية بايدن من الناحية العقلانية والجسدية ووفق كذلك استطلاعات الرأي والذي كشفته صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن 80% من الناخبين يعتقدون أن بايدن أكبر من أن يترشح لولاية ثانية.

غير أن الأمل الوحيد للحزب الديمقراطي رغم قسوة الخيار هو استبدال جو بايدن بالمرشح الأقرب وهي هاريس لتحقق قليلاً من التوازن في منافسة دونالد ترامب، والتي قد تحظى بتأييد العنصر النسائي والأقليات في أمريكا كونها من البشرة السمراء وهذا يعطيها نوعاً من الحظوظ.

خلاصة الموضوع، أن الحزب الديمقراطي في أمريكا أمام خيار صعب في مواصلة السعي للحفاظ على الرئاسة، ولكن قد تصنع أمريكا التاريخ بفوز أول امرأة تنال مفاتيح البيت الأبيض.