قررت إسرائيل بشكل مفاجئ خلال الأيام الماضية تحويل الأنظار من حرب غزة إلى الجبهة الجنوبية للبنان، واعتبرها المسؤولون في الجيش الإسرائيلي منطقة مهددة، وبدأوا التخطيط لهجمات داخل العمق اللبناني لاستهداف "حزب الله".

إن قرار الإدارة الإسرائيلية الذهاب إلى لبنان وشن هجمات وأعمال الاغتيالات لقادة لحزب الله سيعقد المشهد في الشرق الأوسط بصورة لا يمكن السيطرة عليه، فقد توعدت إيران ومحورها في حال التصعيد في بيروت بالمضي في زيادة وتيرة الهجمات ضد تل أبيب والأصول الأمريكية.

وبالتالي نصل إلى نقطة محورية أن ما تقوم به إسرائيل و"حزب الله" اللبناني قد يجر المنطقة إلى الحافة وهذا ما شددت عليه دول مجلس التعاون لدول الخليج ومصر والأردن بالتحديد، وهذا التخوف والتحذيرات التي قادتها الرياض والقاهرة بأن حرب غزة قد تشهد توسعاً سيؤدي إلى حرب شاملة.

إذاً يتضح أن ما تقوم به إسرائيل برئيس وزرائها بنيامين نتنياهو هو للتغطية على فشل إدارته في تحقيق أهدافه بحرب غزة المتمثلة في استعادة الرهائن والقضاء على حماس، فقد كشفت صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مسؤول أمريكي رسمي مطلع على المعلومات الاستخباراتية والوسطاء في المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس أن عدد الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة الذين ما زالوا على قيد الحياة يبلغ نحو 50 من أصل 120 أسيراً، ما يعني وفاة 70 أسيراً، وبالتالي يعتبر ذلك سقوطاً مدوياً لحكومة نتنياهو وكفيل بأن يخلق مواجهة مع قيادات الجيش الإسرائيلي، وفي نفس الوقت قد نشهد انقلاباً داخل إسرائيل يسفر عن انتخابات مبكرة، وهذا ما تسعى له المعارضة بقيادة حزب لابيد.

ومن هنا يتضح بلا شك أن المستفيد الأول من التصعيد في الجبهة اللبنانية هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأن أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله يقدم هدية على طبق من ذهب إلى نتنياهو بأن يبقى في الحكومة وبنفس الوقت حماية له من انقلاب ومواجهة قيادات الجيش الإسرائيلي، وهذا هو الهدف الخفي من عمليات التصعيد في الجبهة اللبنانية مقابل التغطية على حرب غزة.