تُعتبر مملكة البحرين رائدةً في مجال الرعاية الصحّية على مستوى المنطقة، وتأكيداً على هذا الدور؛ تستضيف المملكة العديد من المؤتمرات الطبّية والصحية الدوليّة. يأتي ذلك في إطار الدعم اللامحدود الّذي يحظى به القطاع الصحيّ من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه اللّه ورعاه، والمتابعة الحثيثة لصاحب السموّ الملكيّ الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه اللّه؛ ضمن رؤيةٍ طموحة لتعزيز منظومة الرعاية الصحيّة وتطوير قدرات كوادرها الوطنيّة من خلال تبادل المعرفة والاطّلاع على أفضل الممارسات وأحدث الابتكارات في المجال الطبيّ.

إنّ استضافة مملكة البحرين للمؤتمرات الطبيّة يعكس التزامها بتطوير القطاع الصحيّ وتقديم خدمات صحيّة متميّزة، خصوصاً أنّ المملكة تمتلك تجربةً رائدة في كيفيّة التعامل مع الأوبئة والكوارث الصحيّة كجائحة كورونا مثلاً، والتي جعلتها نموذجاً يحتذى بها على الصعيد العالميّ؛ لذا يعدّ استضافة المؤتمرات الطبيّة فرصة لمناقشة التجارب الناجحة وتبادل الأفكار والخبرات لتحديث وتطوير المنظومة الصحيّة.

فمثلاً من بين هذه المؤتمرات، المؤتمر الدوليّ لطبّ الأطفال، والّذي تنظّمه الخدمات الطبيّة الملكيّة -مركز ولي العهد للتدريب والبحوث الطبية– يومي 26 و27 يونيو القادمين، حيث يُعدّ هذا الحدث منصّة هامّة لتبادل الأفكار والخبرات بين المتخصّصين في طبّ الأطفال من مختلف أنحاء العالم، ويوفّر فرصة ثمينة للكوادر الطبيّة الوطنيّة للاطّلاع على أحدث الأبحاث والتقنيّات في هذا المجال، ممّا يسهم في رفع مستوى الرعاية الصحيّة للأطفال في المملكة.

كذلك تستعدّ رابطة الأمراض المعدية بجمعيّة الأطبّاء البحرينيّة بالتعاون مع أديوكيشن بلاس، وبحضور الفريق طبيب الشيخ محمّد بن عبداللّه آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحّة؛ لتنظيم المؤتمر الدوليّ للميكروبات المقاومة للمضادّات الحيويّة والأمراض المعدية في سبتمبر القادم، والّذي يعدّ من الأحداث الهامّة الّتي تستضيفها مملكة البحرين. هذا المؤتمر يأتي في وقت حرج يتطلّب تضافر الجهود لمواجهة التحدّيات الصحّيّة العالميّة، مثل مقاومة الميكروبات للمضادّات الحيويّة، ومن خلال استضافة هذا المؤتمر؛ تؤكّد البحرين على دورها الفاعل في تعزيز الأمن الصحيّ العالميّ وتقديم حلول مبتكرة لمواجهة هذه التحدّيات.

تُعتبر المؤتمرات الطبيّة فرصةً ذهبيّة لتنمية قدرات الكوادر الوطنيّة، فمن خلال المشاركة في هذه المؤتمرات؛ يتمكّن الأطبّاء والممرّضون من التواصل مع خبراء عالميّين، ممّا يتيح لهم اكتساب مهارات جديدة والاطّلاع على أحدث التقنيّات والممارسات الطبّيّة؛ هذا التفاعل يعزّز من قدرتهم على تقديم رعاية صحيّة عالية الجودة، ويزيد من كفاءتهم المهنيّة.

كما أنّ هذه المؤتمرات تعزّز من الروح البحثيّة بين الكوادر الطبّيّة البحرينيّة، حيث يتمّ عرض الأبحاث الجديدة ومناقشة الابتكارات في مجال الرعاية الصحيّة، والذي بدوره يعزّز من مكانة البحرين كمركز بحثيّ وتدريبيّ في المنطقة، ويدفع نحو تطوير قطاع الرعاية الصحّيّة بشكل مستدام.

يمكن القول، إنّ استمرار استضافة البحرين للمؤتمرات الطبيّة والصحيّة تُعدّ خطوة استراتيجيّة نحو تعزيز منظومة الرعاية الصحيّة وتطوير الكوادر الوطنيّة، وتؤكد مكانة المملكة على الساحة الدوليّة كمركز للابتكار والتميّز في المجال الطبيّ، كما تسهم هذه المؤتمرات في جذب المزيد من الاستثمارات في القطاع الصحّيّ، وتطوير البنية التحتيّة للرعاية الصحيّة؛ ممّا ينعكس إيجاباً على جودة الحياة في المملكة، ويدفع نحو تحقيق تنمية شاملة ومستدامة وفق رؤية البحرين الاقتصاديّة 2030.