‏منذ نعومة ‏أظافرنا وأول درس ديني تعلمناه بأن أركان الإسلام خمسة، والركن الخامس «هو الحج»، ‏والله سبحانه وتعالى قرن فريضة الحج بشرط «الاستطاعة» حيث ذكر في كتابه الكريم سورة آل عمران الآية 79 «وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا».

فالاستطاعة ‏في الحج لا تكمن فقط في القدرة المادية والنفقات ‏المتوجبة على الحاج ‏سواء قبل الشروع بأداء الفريضة أو خلال وجوده في مناسكها، وإنما أيضا بقدرته البدنية، والصحية والنفسية وغيرها في سبيل أداء هذه الفريضة المقدسة، كما يجب وبما يجب.

‏ولا يمكننا أن نغفل أن المسلم يتوجه إلى أداء فريضة الحج بهدف تكفير كافة ذنوبه وفتح صفحة بيضاء جديدة من حياته، فعجباً لمن يبدأ أول سطور هذه الصفحة «بالغش والخداع والتحايل ولفِّ نفسه ومن معه بالمخاطر»؟؟!!!

سواء الكذب أو الاحتيال بإفادة البيانات التي تُطلَب من المقبلين على الحج من قبل الجهات الرسمية؟ أو أداء فريضة الحج من خلال حملات غير مرخصة بهدف التوفير والتخفيف من المصاريف؟!! أو التصريح بأنه سبق أن أدى فريضة الحج وذلك كي يتمكن من الحصول على عقد عمل كسائق أو غيره خلال موسم الحج؟! أو مثلاً التخلف عن المدة المسموح بها لأداء الشعائر، والبقاء بالأراضي المقدسة من أجل العمل أو العبادة؟ فهذه الأمور لا تدخل كما يعتقد البعض بباب «الفهلوة» والذكاء والدهاء والشطارة و»الجدعنة»... بل العكس تماماً.

يا أيها الإنسان الطيب، هل يمكن خلط عمل سيء بحجة تنفيذ عمل حسن؟؟؟؟ فالكذب بشتى أنواعه وتصنيفاته وأسبابه حرام؟؟

إضافةً إلى أن هيئة كبار العلماء في السعودية أكدت «أن الالتزام باستخراج تصريح الحج والتزام قاصدي المشاعر المقدسة بذلك يتفق مع المصلحة المطلوبة شرعاً، والشريعة جاءت بتحسين المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها، وأوضحت أنه لا يجوز الذهاب إلى الحج من دون أخذ تصريح، ويأثم فاعله».

أحبتي في الله، حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً وعيداً ميموناً للجميع. ولكن فلنتفكّر؛ «فإن كان الحج في أصله طاعة.. فلا يجوز أداء الطاعة بالمعصية».