وها هي أيام العيد تنقضي سريعاً.. فيما يستعد حجاج بيت الله الحرام إلى العودة لديارهم مأجورين مثابين، بعد أن أدوا مناسكهم قربة إلى الله عز وجل وطلباً للرحمة والمغفرة، بعد أن طافوا وسعوا ووقفوا ونحروا.. وترجموا رسالة الإسلام الإنسانية بأبهى أشكالها وأجل صورها، حيث كانوا كالجسد الواحد، لا فرق بين لون أو عرق أو أصل. ولأن عيد الأضحى هو عيد التضحية والعفو والإنسانية والتسامح، فقد تجلت هذه القيم واضحة وصريحة، في العفو الملكي السامي الخاص والإفراج عن أكثر من 500 نزيل ومحكوم في قضايا مختلفة، وصادف ذلك يوم الوقوف بعرفة، ليعكس بأجمل صورة إنسانية ملك الحكمة والتسامح، كما يمثل هذا العفو الخاص فرصة جديدة لمن شملهم للاندماج في المجتمع والمشاركة في مسيرة البناء والتنمية التي تعيشها المملكة. إن مملكة البحرين، وهي تعيش أيام عيد الأضحى المبارك، عاشت أيضاً أفراح أكثر من 500 عائلة تمّ لمّ شمل أفرادها، تجسيداً للحرص السامي من لدن جلالة الملك المعظم على القيم العريقة للأسرة والعائلة البحرينية، وإيماناً من جلالته أن هناك متسعاً للجميع على هذه الأرض، وأن الفرصة لا تزال متاحة، حتى لمن أخطأ من أبناء الوطن، للتوبة والرجوع والانخراط في مجتمع المحبة والتسامح والسلام. ولا شك في أن العفو الملكي السامي، في هذه الأيام المباركة، يعكس بكل وضوح وتجلٍّ شيم آل خليفة الكرام وقيمهم في التسامح والعفو. هذه القيم التي توارثتها العائلة المالكة الكريمة كابراً عن كابر، كانت وستبقى نبراساً ومدرسة لكل الباحثين عن الإنسانية والعفو والتسامح والتعايش، وهي ذات القيم التي كانت رأس الأولويات خلال مسيرة بناء الدولة، فأثمرت مجتمعاً مترابطاً متكاتفاً يقوم على الولاء للقيادة والانتماء لهذا الأرض. كما يعكس هذه العفو السامي، أيضاً، حرصاً ملكياً على مصلحة الوطن والمواطن، حيث فتح الباب لمن أغواهم شيطان أنفسهم أو من ضللتهم الدعايات المغرضة الهادفة للنيل من أمن واستقرار الوطن، عبر خطابات الفتنة والكراهية القائمة على التضليل وتزييف الحقائق، ليتلمسوا طريق العودة والتوبة إلى الصواب. قيم خليفية.. يمثلها الأب الحاني والقائد الملهم الذي رسخ مكارم التسامح بين جميع أبناء شعبه، ليبقى هذا الوطن عزيزاً شامخاً تحميه رؤية قائد وتسيجه إرادة شعب، فلا خوف على وطن يقوده حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه. إضاءة «.. ومن الأهمية بمكان، أن يواصل مجتمعنا البحريني، المعروف بوعيه المدني المتحضر وقراره المستقل، في الحفاظ على مكتسباته، وبالوقوف صفاً واحداً، في وجه كل ما يخل بوحدته واستقراره، بالإيمان الصادق، وبقيم التعايش الإنساني». «جلالة الملك المعظم».