انتخابات البرلمان الأوروبي.. الرّهانات والتّداعيات
خلال وصول انتخابات البرلمان الأوروبي المرحلة الحاسمة في الأسبوع الأخير قبل إعلان نتائج تشكيلة الهيئة الجديدة للبرلمان الأوروبي، استضاف مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» بالتعاون مع مركز المعلومات الأوروبي الخليجي، الدكتور ماثيو روبرنسون، مدير مركز المعلومات الأوروبي الخليجي، الذي استعرض حواراً فكرياً بعنوان «الإبحار في الرمال المتحركة: توقعات السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي بعد الانتخابات البرلمانية 2024م»، كان ذلك يوم الإثنين المنصرم.
وتعد هذه الانتخابات العاشرة منذ أن بدأ المواطنون بدول الاتحاد ينتخبون أعضاء البرلمان الأوروبي سنة 1979، وتعتبر الأهم على مدى أربعة عقود ونصف، إذا تأتي في فترة ظروف إقليمية وعالمية حرجة، تحمل الاتحاد الأوروبي للوقوف على قدم وساق لتحصين جبهته الشرقية ومواجهة خطر التوسع الروسي الداهم عليه، وإحكام تغليق حدوده الخارجية في معالجة اكتساح الهجرة غير النظامية سواحله وأراضيه.
في هذا الإطار قدّم الدكتور ماثيو روبرنسون جملة من التوقعات حول الانتخابات الأوروبية، مستعرضاً تأثيراتها المحتملة على التّوجهات السياسية للاتحاد الأوروبي التي من شأنها أن يكون لها تداعياتها على منطقة الشرق الأوسط ووقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، معرجاً في مقارنة بينية مكونات ومنجزات البرلمانات الأوروبية السابقة المنتهية ولايتها والمرتقبة.
على ضوء هذه المقارنة ومؤشرات واقع الترشحات والانتخابات يتبيّن جلياً الصراع داخل التكتلات المتنافسة والمتنافرة ما بين الأحزاب التي تعرف بـ اليمينية المتطرفة، مثل «التجمع الوطني» الذي تقوده الفرنسية مارين لوبان، و«البديل من أجل ألمانيا»، وما يسمى بائتلاف اليمين البرلوسكوني المحافظ واليمين القومي، تنبئ أن رهاناً في انتخابات البرلمان الأوروبي الجارية ليس فقط على عدد المقاعد التي تحصل عليها القوى السياسية، وإنما أيضاً التوجهات السياسية للاتحاد في العلاقات الخارجية خلال الولاية المقبلة في ظل تغيرات مواقف عدد من أعضائه إزاء الصراع في الشرق الأوسط واعتراف ثلاث دول على التوالي بالدولة الفلسطينية.
يبقى السؤال حول ما إذا كان البرلمان الجديد الذي ستفرزه الصراعات المحتدمة بين الكتل المترشحة والأعضاء مع انقطاع جسور الثقة بين الأحزاب الممثلة قادراً على تخطي الأزمات التي تواجهها كتلة بلدان الاتحاد الأوروبي اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً؟ أو أن يقوم دور فعال في حل الصراعات الدولية سواء تلك التي تهدد أمنه وعلى رأسها الحرب الروسية الأوكرانية أو تلك التي تهدد مصالحه في منطقة حيوية كالشرق الأوسط وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؟
فما الذي تستضيفه الهيئة القادمة في مواجهة وإيقاف ما يجري اليوم من إبادة جماعية وتطهير له تداعيات على استقرار المنطقة والتوازن الدولي؟