تُعدّ فئة الشباب من أهم فئات المجتمع تأثيراً وتأثراً بالمتغيرات الداخلية والخارجية، وهي الأكثر قدرة على الدفع بعجلة التقدم، لما يحملون من طاقة وقدرة على العمل، وما يمكن أن تحمله أفكارهم من تخطٍّ للعقبات وتعظيم نقاط القوة، شريطة أن يتم الاستثمار فيهم وإكسابهم المهارات العلمية الحديثة، ويأتي احتفال دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بيوم الشباب في السادس من يونيو كل عام، ليعكس روح العمل المشترك والرؤية الموحدة تجاه قضايا الشباب وتمكينهم، وتوجيه دفة الاستثمار في القدرات البشرية، فالشباب يمثلون نسبة كبيرة من المجتمعات الخليجية إلى الحد الذي يمكن القول معه إنها مجتمعات فتية، ويعوّل عليهم كثيراً في تقدّم ورقي أوطانهم، حيث يحملون طاقات وآمال الشعوب ويغرسون العمل والأمل في خطط التنمية المستدامة، ومن خلال العمل المشترك حرص قادة دول مجلس التعاون على خلق مناخ ملائم لتنمية قطاع الشباب وتأهيلهم للقيادة، فهناك أفكار ورؤى منهجية مشتركة وجهود كبيرة لدعم الشباب في المجال العلمي، والتسلّح بالمعرفة في عصر المعلوماتية ببرامج كثيرة للابتعاث العلمي وتبادل الخبرات العلمية، وكذلك تشجيعهم على الابتكار العلمي والمزاوجة بين ابتكاراتهم وبين التطبيق العملي لها للاستفادة منها في مجالات التنمية المختلفة، كما وتعمل هذه الجهود على تعزيز مهاراتهم من أجل مناسبة سوق العمل الحديث بإدماجهم في الدورات التدريبية وإكسابهم مهارات التعامل مع التكنولوجيا والتطبيقات الحديثة، والعمل في ذات الوقت على تأهيل البنية الجسمانية السليمة لهم باتباع برامج وورش عمل تدريبية والدورات ذات الصلة، وتدشين المسابقات الرياضية والتشجيع على ممارسة الرياضة والأساليب الصحية، وهو ما يصبّ في دعم القوة البشرية لهذه الدول التي تُعدّ ركيزة أساسية في القوة الشاملة للدولة التي لا تقلّ أهمية عن قدرات الدول الأخرى، وإيماناً بالرؤية الحكيمة لأصحاب السمو والجلالة ملوك وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، تقوم الحكومات على تطبيق خطط وبرامج عديدة في مجال دعم الشباب، باعتبارهم طاقة دافعة لتقدم ورقي الأوطان.