شكّلت مشاركة جلالة الملك المعظّم في الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون العربي الصيني في بكين حضوراً فريداً ومكانةً خاصةً لمملكة البحرين، نظراً لترؤس جلالته الدورة الحالية للقمة العربية، حيث ألقى حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم كلمته مباشرةً بعد الرئيس الصيني الذي افتتح أعمال المنتدى بحضور رؤساء مصر والإمارات وتونس.
وجاءت كلمة جلالة الملك المعظم شمولية وواضحة، إذ استعرضت الرؤية الموحّدة للقادة العرب من أجل تحقيق السلام والتنمية في الشرق الأوسط، انطلاقاً من مخرجات قمّة البحرين التي شهدت توافقاً تاماً، والمتمثلة في أربعِ ركائزَ: التعاون الإقليمي والدولي، وإنهاء كافة الصراعات والنزاعات، وصيانة الأمن والاستقرار الإقليمي، وحماية حرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية.
وفي الكلمتين المتتاليتين، دعا كلٌّ من الرئيس الصيني شي جين بينغ وجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لعقد مؤتمر دولي للسلام، والذي أشار له جلالة الملك المعظم بأنه يأتي لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وقيام دولته الوطنية، وأن مملكة البحرين أبدت استعدادها لاستضافته.
وفيما أشار الرئيس الصيني إلى أنه «لا ينبغي استمرار الحرب إلى أجل غير مسمى، ولا يجوز غياب العدالة إلى الأبد»، جاءت كلمة جلالة الملك المعظم متّسقة معها بقوله «انطلاقاً من مسؤولية رئاستنا للقمة العربية، في دورتها الحالية سنسعى جاهدين من أجل تنسيق المواقف وحشد الدعم اللازم لهدف السلام الدائم».
كما أن مساندة الصين للموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية، شكّلت إحدى النقاط الأساسية التي تتلخص في نتائج هذا الاجتماع الوزاري، إذ إنها تعزز من المساعي العربية في الأوساط الدولية، حيث شدّد جلالة الملك المعظّم في كلمته على ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية في سبيل الوصول بهذه القضية إلى تحقيق السلام العادل والشامل، والمتمثّل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة تتمتع بالسيادة الكاملة ودولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.
وكما هو الموقف الثابت لمملكة البحرين تجاه تلك القضية المركزية، فقد أكد خطاب جلالته أن البحرين لن تدخر أي جهد لوقف الحرب المدمرة على قطاع غزة، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين، والدفاع عن حقهم في الحياة الكريمة الذي كفلته القوانين الدولية والشرائع السماوية.
ومن خلال هذا الحدث الدولي المهم، الذي يُناقش سُبل تعزيز العلاقات العربية الصينية، جدّد جلالته التأكيد على مبادرات قمّة البحرين، وما طرحته من قضايا ذات أولوية قصوى، من خلال توفير التعليم والرعاية الصحية للمتأثرين من تداعيات الحروب والنزاعات في المنطقة، وتعزيز التعاون العربي في مجال التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي.
ختاماً.. فإن ما يجعل الصين - بثقلها العالمي - تعزز حضورها في الشرق الأوسط وترسّخ روابطها مع العالم العربي، هو علاقتها مع الطرف الآخر على مبدأ المساواة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك، ما يجعل منها شراكة استراتيجية ناجعة، وتسير بخطوات ثابتة نحو نماء وازدهار الحضارتين العربية والصينية.