أجمل ما في القمة العربية التي استضافتها بلادنا الحبيبة ليس نجاحها الباهر، أو توصياتها الجريئة، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية فقط، بل أن هذه القمة أثارت أزمة لدى المتربصين بها، من الذين حاولوا التقليل من أهميتها وذلك قبيل انعقادها، وهؤلاء معروفون من هم، ولصالح من يخدمون، ولأي أحزاب أو جهات ينتمون.
وهؤلاء المنتمون لأمة غير العربية حتى وإن نطقت ألسنتهم بالضاد، لم يكتفوا بخيانة أوطانهم من الدول العربية، والعمل لصالح الأجانب سواء كانوا من شرق أو غرب هذا العالم، بل إنهم لا يتركون هذه الأمة في حالها، ويعلمون دائماً على التقليل من كل أمر تفعله، خدمةً للمنطقة وشعوبها العربية، واحتواء لأزماتها وظروفها الصعبة، ولا يوجد في هذه الفترة ما هو أصعب من الظروف التي يعيشها أبناء غزة الكرام، ولا يوجد ما هو أهم من قضية العرب الأولى، القضية الفلسطينية.
ولكن قمة البحرين وعبر بيانها أو إعلانها الختامي، وضعت النقاط على الحروف، وحظيت مبادرات ملكنا المعظم حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه باهتمام كبير، وتناقلتها وسائل الإعلام العربية والغربية، وأشاد فيها الجميع لإنها تصب في صالح الأشقاء الفلسطينيين، بل وتضمن «إعلان البحرين» مبادرات هامة، تشكل منطلقاً مختلفاً وجديداً لخدمة القضية الفلسطينية، وتضع على عاتق المجتمع الدولي مسؤوليات وضغوط كبيرة، بسبب التوافق العربي التام عليها، والتأكيد على أهمية وضرورة تنفيذها، بما يسهم في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق.
وبالرغم من هذا التوافق العربي، إلا أن بعض الحزبيين أو بعض التابعين للأجنبي تناقلت حساباتهم الإلكترونية إساءات بالغة للقمة، بهدف التقليل من أهميتها، وأهمية قراراتها وتوصياتها، وعلا صراخ أصحاب تلك الحسابات متألمين من تجمع وتوافق العرب في قمة البحرين، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي لا يريد أصحاب الفتنة والأجندات نجاح المساعي العربية بشأنها، وإلا انتهى أمرهم، وأفلست جيوبهم وتلاشت أهدافهم التي لا تصب في صالح الأمة العربية.
إن مملكتنا الحبيبة -كعادتها - كانت عند مستوى هذا الحدث الكبير، وما صاحب «قمة البحرين» من قرارات هامة، ومؤثرة على مستقبل المنطقة، هو ما كان ينتظره العرب الشرفاء من الذين يهمهم أن تعود أمتنا لوحدتها، وتكون صفاً وبنياناً مرصوصاً، وجداراً قوياً متماسكاً، وأعتقد جازماً أن فرق العمل في مملكة البحرين تشكلت الآن لمتابعة توصيات القمة، والحرص على تنفيذها بالتواصل مع كل الجهات المعنية في المجتمع الدولي، فهنيئاً لمملكتنا ومليكنا المعظم وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله على هذا النجاح الكبير لقمة عربية كانت بالفعل استثنائية.