كلما زادت عزلة إسرائيل دولياً وتضاعفت الضغوط الدولية بإدانة عدوانها على غزة وقتل وتشريد المدنيين وارتكابها جرائم ضد الإنسانية، وآخرها حكم المحكمة الدولية والمطالبة بوقف الحرب وبدء دول أوروبية بالاعتراف بدولة فلسطين زاد بطشها تجاه الضعفاء، آخرها في آمن نقطة في القطاع «رفح».
وبعد أن هدمت الآليات العسكرية الإسرائيلية والصواريخ منازل الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة على رؤوس ساكنيها، وشردت أكثر من مليون ونصف من تلك المنازل وكدستهم في خيم « قماشية» في زاوية في منطقة رفح، ووسط تهديدات باجتياح المنطقة وتهجير ما تبقى من أهل القطاع والوجهة مجهولة، فكل أركان غزة غير صالحة للحياة، وبعد السيطرة على معبر رفح، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية، ووسط المطالبات الدولية بوقف الحرب، زادت إسرائيل في بطشها فحرقت خيام النازحين، وتجاوزنا مرحلة مجزرة جباليا ونصيرات والشجاعية وخان يونس إلى محرقة رفح.
شعب لم تحميه الطوب الإسمنتيه من صواريخ ودبابات العدوان الإسرائيلي، ولن تظلله قطعة قماش في مخيم النازحين في رفح، فأما الموت دفناً تحت منازلهم أو حرقاً في خيامهم.
ومهما بررت إسرائيل بأن الهدف من الغارات على رفح قتل قيادات من حماس فهي مقابل 2 حرقت العشرات من النساء والرجال وقطعت رؤوس الأطفال، مبرر أقبح من ذنب لا يغفر وأسطوانة لم تعد تبرر تلك الهجمات البعيدة عن المبادئ الدولية والإنسانية، تصرفات الحكومة الإسرائيلية ستزيد من عزلتها وستدفع الدول المعترفة بدولة فلسطين وحق الشعب في الحياة، وكل شهيد يسقط يدق مسمار الحق في إقامة دولة حرة مستقلة كاملة الحقوق وعاصمتها القدس.
وبالأمس، والأيام القادمة سوف نشهد حراكاً دولياً في صالح الشعب الفلسطيني المسلوب الحق في الحياة، فهو أمام آلية الحرب الإسرائيلية أمام خيارين أما الاستشهاد قصفاً أم جوعاً، فالوضع الإنساني في القطاع تحت مستوى الصفر في حق الإنسان بالحياة، وهو ما تؤكده وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» بأن لا مكان آمناً في غزة وشبح المجاعة يرمي بظلاله على المنطقة.
دولة فلسطين قادمة وقريباً باعتراف دولي ومهما استمرت الحكومة الإسرائيلية في عدوانها على القطاع يجب أن تعي أن الحرب نهايتها دمار للطرفين، ولا حياة بلا سلام وأمان.