هو اليوم المرتقب لـ«قمة تاريخية» على أرض البحرين الغالية، وبرئاسة ملكنا الغالي قائد «السلام والتعايش والإنسانية».

يجتمع قادة العرب اليوم ليرسموا ملامح متجددة لعمل عربي مشترك تُبنى عليه آمال، وتسفر عنه تحركات وأفعال، وتنتج عنه خيرات تعم بلادنا وشعوبنا.

هذا الحجم الهائل من الجاهزية والاستعداد، هذا الاهتمام الشامل بكافة الأمور، هذا الزخم الإعلامي والتركيز، هذا التفاعل العربي والقاري والعالمي، كلها تبين صدق المقولة الأثيرة لدينا منذ عقود والتي بنيت على امتداد القرون والتاريخ وهي: اجتمعت العرب على أمر جلل.

والقصد لمن يبحث في تاريخ هذه الأمة التي صنعت الأمجاد، بأن مكوناتها حينما تجتمع، لا بد وأن تسمع صوتها، ولا بد أن يسفر عن اجتماعها أفعال تغير المسارات، وتصنع الخير والمستقبل، وتنصر المظلوم وتوقف الظلم، وتحمي المستجير لديها.

ومن هذا المنطلق العروبي الثابت، يفتتح ملكنا العربي الوائلي قمة ”تاريخية» بتوقيتها ومضامينها، وسيعمل مع أشقائه لتكون كلمة العرب واحدة، ومواقفهم مؤثرة، ومستقبل الأمة محفوظاً ومحميا من كل خطر أو شر.

حينما التقى ملكنا بالأمس أمين عام جامعة الدول العربية، أكد الدعم الكامل من مملكة البحرين لكل الجهود التي من شأنها تعزيز منظومة العمل العربي والمشترك، وشدد على حتمية وحدة الصف والتضامن، ودعم كل جهد وتحرك عربي يهدف إلى خير هذه الأمة ويحفظ أمنها واستقرارها.

وعليه فإن الأنظار والآمال معقودة اليوم على اجتماع قادة أمتنا العربية، وما سيناقشونه ضمن محاور ثلاثة هامة، على رأسها مبادرات قدمتها مملكة البحرين لاعتمادها من قبل القادة، أهمها عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة لحل القضية الفلسطينية، على أن تحتضن أرض البحرين أعمال هذا المؤتمر دعما ومساندة لحقوق أشقائنا الفلسطينيين. وهذا ديدن البحرين الدائم، وهذه الثوابت التي نشأنا عليها ورسخها حكم ملكنا في عهده الزاهر.

أما المحور الثاني، فهو المعني بقوتنا المجتمعة كأشقاء، هو الذي يصورنا كجسد واحد تتداعى أعضاؤه دفاعاً عن بعضها بعضاً، ففي قمة البحرين سنخرج بإذن الله أقوى في تعاضدنا وعلاقاتنا وتعاوننا عن ذي قبل، سنخرج بتفاهمات وتنسيق متنوع ومتشعب على مختلف الأصعدة، السياسية والأمنية والرادعة للإرهاب وخطابات الكراهية والتطرف.

وعلى أرض «السلام» البحرين سنعزز بإذن الله العمل المشترك لأجل تكريس التعايش السلمي واحترام الأديان والطوائف، وإرساء منظومات الأمن التي تحمي بلداننا وتصد عنها كل خطر، بتعاون الشقيق مع شقيقه، وفزعة الأخ مع أخيه.

ولن يبتعد النقاش إطلاقاً عن الاقتصاد في ظل زمن باتت التحديات الاقتصادية معقدة في تفاصيلها وصعبة في تعقيداتها، وأصبحت مواجهتها تحتاج لخطط محكمة وإستراتيجيات مدروسة بعناية فائقة، وعليه فإن المحور الاقتصادي سيركز بالتأكيد على التكامل العربي في أبلغ صوره وأقوى مستوياته، فالتعاون في هذا المجال هو ضمان ديمومة دولنا ونهضتها وضمان رخاء شعوبنا. وهو الأساس لكل تطوير يرتبط بقوة الاقتصاد، إذ بفضله تتعزز البنى التحتية، ويتطور التعليم، وتزيد الخدمات والتسهيلات، ونمضي بالتنمية المستدامة إلى مزيد من الازدهار.

هذه القمة التاريخية ليست قمة على مستوى كبار القادة فقط، بل هي قمة شعوب أيضاً تجتمع في كثير من القواسم، على رأسها المصير المشترك، والعروبة التي لا بد وأن تستعيد مكانتها وأن تكون كلمتها عالية ومسموعة، وأن تنتصر لقضاياها بكل قوة، ولا تترك لأحد فرصة للتحكم فيها.

اللهم وفّقْ ملكنا الغالي في قيادته لمسيرة العمل العربي ابتداء من قمة اليوم، واللهم وفّق قادة العرب لتحقيق خير هذه الأمة وشعوبها، اللهم وحد كلمتهم، اللهم اجعل حماية أشقائنا الفلسطينيين على يدهم، اللهم اكتب لأمة العرب العزة وكل الخير.

ومن أرض البحرين، أرض السلام والمحبة، نرفع أكفنا ونقول ”اللهم آمين».