هل أصبح حضور السادة النواب في المناسبات الرسمية العلمية والثقافية والسياسية والدبلوماسية الوطنية منها والدولية وغيرها واجهة بهدف الوجاهة ضمن الحضور الرسمي فقط أم أن هناك أهدافاً أخرى؟؟؟
إن الكثير من المناسبات التي تستدعي دعوة النواب الأفاضل تأتي بهدف الاطلاع على أحدث القضايا والموضوعات المستجدة لدعم السادة النواب للتوسع في أعمالهم، حيث النظر في القضايا التي تحتاج إلى البحث والتمحيص لإيجاد الحلول والمقترحات التشريعية والقانونية لخدمة الوطن والمواطن إذ تضع النواب في دائرة الحدث للتعرف على التفاصيل عن قرب للمساهمة في التنمية والتطوير.
ولكن ما نشاهده اليوم أصبح حضور بعض السادة النواب في مثل هذه المحافل بهدف الوجاهة فقط مما يعزز النرجسية وقل ما نرى نائباً أو نائبة ينخرطون مع المتخصصين في المجال وخصوصاً في المؤتمرات العلمية المعنية والقضايا المجتمعية والأمنية المطروحة في هذه المحافل للنظر في أصل هذه القضايا وأبعادها وتأثيرها على المواطن والوطن لطرحها للدراسة والبحث والاضطلاع وتقديم المقترحات والحلول للمناقشة بعد عرضها على طاولة النواب لما له من دور تشريعي ورقابي.
حيث يؤسفنا كثيراً أن نسمع بعضاً من الانتقادات التي تمت في إحدى المحافل التخصصية في مجال القانون ومنها احتفالية مرور ثلاثين عاماً على مركز التحكيم التجاري الخليجي الذي انعقد الأسبوع الماضي حيث حضور القانونيين والمحكمين الدوليين والقلة من المواطنين المعنيين وغيرهم من الوسطاء والباحثين القانونيين حينما قال أحد المواطنين من دول مجلس التعاون وغيرهم من المحاضرين الخبراء: «أين جمهوركم؟؟؟ أقلها بقاء أعضاء المجلس النيابي لإعطاء زخم لأهمية الموضوعات التي تم طرحها وتحتاج إلى اهتمام ووجود وليس حضوراً شكلياً فقط حيث توقعنا وجود المعنيين في هذه الاحتفالية والتي أخذت من المنظمين الجهد الكبير لتنظيمها ودعوة الحضور لها من خارج المملكة فكنا نتمنى أن نلتقي بالنواب المعنيين بالشأن والذين لم نجد واحداً منهم بعد انتهاء الافتتاح الرسمي وغيرهم من المعنيين في المجال، إذ لم نجد إلا أعداداً قلة من المهتمين والمنظمين الذين شغلوا متفرقات مقاعد القاعة التي سعت لأكثر من 300 شخص وغيرهم من غير المتخصصين في المجال الذين شغلوا البهو لتناول القهوة والبحث عن شخصية مرموقة للتصوير معها وتوثيق حساباتهم بهذه الصورة والانصراف بعدها دون مبالاة للجلسات المنعقدة في المجال وما هو مطروح فيها من قبل الخبراء والمتخصصين الذين تمت دعوتهم لطرح الموضوعات الجديدة في مجال التحكيم التجاري في منطقة الخليج العربي» إنه فعلاً لشيء مؤلم ومؤسف بأن نسمع هذا القول الذي نتمنى أن يدركه المعنيون بهذه الرسالة.
إن المناسبات من الاحتفاليات والمؤتمرات التي تقام تعقد بهدف التباحث في القضايا العصرية، والاضطلاع على آخر المستجدات لطرحها والنقاش فيها لمختلف الموضوعات من تأثيرات على بعضها ضمن دائرة العلوم البينية اليوم، حيث جمع المعلومات وتحديد مستوى الجهود العاملة لاستكمال طريق التنمية وتبادل الخبرات ودمجها أو تطويرها فهي فرص متاحة للبحث عن قرب في مختلف القضايا، ولكن ما يحدث في هذه المناسبات يضرب بعرض الحائط - إنه واقع- يجب دراسته والنظر فيه بعين الاعتبار.
فحضور النواب قاعدة ذات أهمية في مثل هذه المحافل التخصصية لإطلاعهم على ما هو موجود وما هو مستجد وأحدث المتابعات في الموضوعات المختلفة وفق المجالات المتعددة التنموية والتطويرية منها للنظر فيها حيث وضع النواب في دائرة المعرفة بالقضايا للبحث فيما هو مستحق التطوير ضمن الحقوق والواجبات الخاصة بالمواطن من الناحية التشريعية والقانونية لطرح المقترحات والاستفسارات والاستجوابات فيما تحتاجه الضرورة فهي فرصة متاحة لهم عن قرب وليس حضوراً وجاهياً لاستكمال زينة المشهد الرسمي أو الوجاهة الخاوية من المعنى.