مشهد تعودنا على رؤيته نحن سكان منطقة الساية كل صباح، ترى الخادمات الآسيويات يرتعن في شوارع المنطقة يتنقلن بين المنازل للعمل بنظام الساعة، فإذا ما استوقفت أحداهن وسألتها كيفية التعاقد معها لتعمل في منزلك، تكتشف أنها لا تعمل تحت مظلة مكتب أيدٍ عاملة، بل هي تعمل بمفردها بدون ترخيص. والكارثة أن الكثير من سكان هذه المنطقة اكتشفوا أن هؤلاء الخادمات يطرقن أبواب المنازل ويحرضن الخدم اللاتي يعملن بطريقة قانونية لتحريضهن على الهروب من منزل الكفيل للعمل بنظام العمالة السائبة.

ومشهد آخر جديد لم نعهده أن هؤلاء الخادمات اللاتي يعملن بنظام الساعات بطريقة غير نظامية قد تطورن في المهنة وبدأن يستقلن وسائل نقل متنوعة فمرة يركبن الدراجات الهوائية، ومرة يركبن الدراجات النارية، بدلاً من السير على الأقدام، جهاراً نهاراً فلا خوف من المفتشين، ولا خوف عقوبة المخالفات.

ومشهد آخر يتكرر في المناسبات الاجتماعية، في حفلات الزواج، وأعياد الميلاد، وفي تجمعات استقبال المعزين أجاركم الله، بل وحتى في الحفلات التي تقام بقاعات الفنادق، تجد الخادمات اللاتي يعملن بدون مظلة مكتب أيدٍ عاملة مرخص لخدمة الضيافة، ويتفنن بل ويبدعن في أساليب الخدمة، ولا نستغرب من مشهد طالما تكرر، أن تصرخ إحدى المدعوات بأعلى صوتها بأن هذه المضيفة هي خادمتها التي هربت من المنزل بطريقة غير قانونية منذ فترة، فتجد تلك المضيفة تختفي في لمح البصر.

تلك المشاهد التي ألفناها منذ سنوات لا زالت مستمرة، بل تنمو وتتطور، ولا زال الناس يطالبون بضبط مثل تلك التصرفات. فكم طالب الناس بمساءلة الخادمة الهاربة بأن تفصح عن من حرضها على الهروب، وأين قضت الشهور أو السنوات التي قضتها هاربة مخالفة للقانون، حتى بات البعض يشعر أن هؤلاء الخادمات فوق القانون، فلا حسيب ولا رقيب، وكم طالب أرباب العمل بحماية حقوقهم وأموالهم التي تضيع عندما تتعرض الخادمة لتحريض على الهروب وتترك العمل قبل أن ينتهي مدة العقد لتنتقل للعمل في مكان آخر الله وحده من يعلم بهذا المكان، ثم تعود بعد سنوات تطالب الكفيل بتذكرة العودة إلى وطنها، فيخسر الكفيل المبالغ الكبيرة، تلك المبالغ الذي يقتطعها الكفيل ( رب الأسرة ) من ميزانية أسرته، فهي تشكل عبئاً مادياً على الأسرة، ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه، متى سيتم تنظيم وضبط قطاع خدم المنازل، ومتى سيتم حماية حقوق رب الأسرة ورب العمل من الضياع ؟..

ودمتم سالمين.